استوردنا لسوقنا المفتوحة أنماطا جديدة من الاتكالية، والتي لم تعد (برسم البيع) للمفلسين فقط، وإنما تعودنا أن نكرر ألفاظ “لماذا لا يكون، ويجب أن تكون تلك على هذا الشكل”.. إلى آخر شريط الأحاديث اليومية الـعـامـرة في كل منزل ومكتب..
نملأ بطوننا كل ظهر بـ (كيلو) رز، ونصف علبة لبن، وحلوى وفاكهة، ونتمدد بغرفنا المريحة للقيلولة الهادئة التي يداعبها هشهشة صوت المكيف المعزول الصوت..
المكاتب تحولت فيها بعض الغرف الى (دیوانیات) لشاي الصبح وما قبل صلاة الظهر، والباقي من الوقت للحديث عن إفلاس تجار الطفرة المادية والدوري، ونوء الدلو، والشولة وعدد أيام المربعانية التي حفظناها عن ظهر قلب من جداتنا مع سواليف الماضي..
ومن الخامسة مساء وحتى العاشرة تنتشر بين الشوارع نتفرج على بعضنا البعض، أو نستأذن الدخول إلى مجلس آخر نطحن فيه نفس الكلمات، وعلى نفس الوجوه والسحن، ونلعن الشيطان الرجيم الذي الا يجعل لنا فراغا نؤدي فيه جزءا من خدمات خاصة، أو عامة!!
سأل أحدهم صاحبه..
- “وهل لازلت شغوفا بالقراءة، والسفر، والتوفيق بين هذه الأعمال ووظيفتك؟
رد قائلا..
-“الى حد ما”!!
قال طالب لأخر:
-“أتذاكر ثلاث ساعات يوميا”؟!
وحين رد بالإيجاب قال: - “أنت محظوظ حين تجد الوقت والفراغ”!.
والفراغ بان كعلم ظاهر على كبر کروشنا، وعرض أكتافنا، وفي كل لحظة نتثاءب ونلعن الفراغ الذي اخترعناه وتسمينا باسمه الحبيب!!
0 تعليق