حديقة الحي الصغيرة تضـج بصراخ الأطفال، ومداعبات الكلاب المدللة..
قالت العجوز المترهلة، لجارتها الجالسة على كرسي الحديقة:
- إنه بصحة ولكن لا بد من معاودة الطبيب..
- وهل كشف الطبيب على أسنانه، وسبب تساقط شعره؟!
- ليس الأمر كما فكرت.. كل ما في القضية أنه ناولني زجاجة (شامبو) لأذهب بها إلى صاحبة الصالون!
- ومسألة الغذاء.. هل حدد الطبيب نوع الوجبة وكميات البروتين والسعرات الحرارية؟!
- قال إن الحالة نفسية.. وفصيلة كلاب (الوولف) حساسة جدا، ولا بد أن يتمتع بفسحة صباحية ومسائية، عدا أيام العطل!.
• • •
الكلب الضخم يداعب (الكنيش) الصغير.. دعونا العجوز تتابع كلبها خشية من مرض معد يتسلل إليه.. ولئلا تشعر جارتها بقلقها سحبت القلادة الفضية وربطتها في رقبة كلبها وانسحبت!
• • •
في العيادة الكبيرة طابور منتظم كل ينتظر دور كلبه.. قسم العمليات السريعة، والمختبر، وحقن التطعيم هي الأخرى مشحونة بالوفود الجديدة..
قال الطبيب، بعد أن رمى السماعة على مكتبه..
- إنه يحتاج إلى عناية مركزة، وأعتقد أنه من المناسب إسكانه في الفندق المجاور المخصص لهذه الكلاب.. وسوف تكون معاودتي له يوميا..
ـ- وتكلفة الفندق مع أتعابك كم ستكون؟!
ـ- في الأسبوع ثلاثمائة دولار فقط.. ولا تنسى أنه سيأخذ حماماً ساخنا بالشامبو والرغوة الخاصة وسيدخل كل ثلاثة أيام إلى الحلاق لقص الزوائد في شعره!
سألت مرة أخرى.. - وهل ستطول مدة بقائه هناك؟..
- ما بين العشرة أيام وأسبوعين !..
تدحرجت دمعتها، وهي تناول مقوده إلى الممرض.. لأن الفراق كان أقوى من الصبر!.
0 تعليق