لم أكن أدري أن آخر الكلمات التي سيكتبها هو عمود (غرابيل) السبت الماضي..
ولم أتصور أن ذلك الكرسي الذي نتقاسمه في مكتب الجريدة سيفقد ذلك الصديق، والزميل الكبير..
لقد كان من جيل الثقافة، ومن النوادر بين جيله المعاصر الذين تواصل عطاؤهم، واتسعت ثقافتهم..
وقف شجاعا في قضايا أمته العربية، وكان قلبه الذي وقف، مخزنا كبيرة اتسع للآمال العريضة، لوطنه وأمته..
لم ينظر للماضي كتاريخ فقد الحياة.. وكان يقول: (إن الساعات القادمة هي التي ستكون أجمل، ونحن مجرد متطوعين لخلق الجيل القادم)..
لم أصدق أن الموت بهذه القسوة، إلا حين كانت الصدمة، أقوى من الاحتمالات..
ليرحم الله أبا صالح.. لقد قاوم الفقر بشكليه الثقافي، والمادي، ولم يعرف طيلة ظروفه القاسية، أن مسافة الحياة تستحق كل هذا الاهتمام، بقي بإرادته الحديدية يقاوم الهزيمة الذاتية حتى في أقسى المواقف الصعبة..
عاش كاتبا في جريدة أخبار الظهران، ثم رئيسا لتحريرها قبل احتجابها..
ساهم في معظم صحافتنا، ولم يكن هاجسه المنفعة لأنه يدرك أن مبدأ الكاتب فوق الأرقام المادية، ولذلك بقي رصيده الأكبر بين أصدقائه ومحبيه يفوق تلك الأرقام والحسابات..
لقد كان بيننا زميلا ومعلما، لأنه يدرك أن ذلك أمانة تاريخية تحملها بقناعة إيمانه..
رحل عنا، وكانت كلماته الأخيرة (اتصلوا بزملائي في الجريدة) ثم أسلم روحه لبارئها..
أيها الصديق الراحل، عشت زاهدا، متواضعاً، تمثل شخصية ذلك المواطن البسيط، بكل ما يملكه من تربة هذه الأرض، وصفائها..
وإذ كنت بيننا تملأ فراغات نفوسنا، فإننا سنظل نعايش تلك الرحلة القصيرة التي أمضيتها، ولكننا سنفقد الكثير بفراقك..
فلك الرحمة والغفران أبا صالح والدعوات المخلصة الصادقة في هذا الشهر الكريم، وأعاننا على فرقتك الطويلة..
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق