في البلدان المتقـدمـة حين يلمحـون تبـاشـير الـذكاء عند الطالب، تسخر كافة الإمكانات لرعـايـتـه، وتوجيهه لما قد يبدع فيه أو يكتشفه..
ولـم يـكـن غريـبـا أن تبني جامعـة كبـرى في شقـة طالب جامعي معمـلا لإجراء تجاربه وكشـوفاته داخـل سكنه الخاص..
ولـم يستغـرب أن يمنـح كرسيـا خاصـا للدراسـة على حسـاب تلك الـجـامـعـة، أو المـؤسسـة العلميـة، ويـوضـع ضمن الكنـوز التي تشكـل لها حراسات خاصة!!
هنـا كانت المأساة، بمـا يسمى هـجـرة العقول والأدمغة من العـالم المتخلف إلى العـالم المتقدم، والتنافس على استيراد هذه الفئـات من مصادرهـا الأصلية لتكـون أغـلى سلعة خطيرة بين تلك المراكز الكبيرة…
ولادة عالـم او مكتشف، أو حتى طبيب بارع لم تنحصر في بيئـة ما، أو زمـن خاص، لأن عنصر الذكاء والعبقرية لا يقوم على شروط معدة سلفا رغــم المحاولات الكثيرة التي ترى أنه بمـزاوجـة العباقرة يوجد ذلك التسلسل من المميزين بهذه الخاصية الفريدة، التي لم تثبت علميا حتى الآن..
المأساة في العالم الثالث أن تلك الفصائل النادرة حين تصل إلى مواقعها الأصلية يبدأ التكريم بطريقة معاكسة أي يمنح عالم الذرة أو الكيمياء، مركزا في شركة “البلاستيك” أو وزيرا للطرق، والسكك الحديدية!! في حين نجد عالم الحشرات أو الأسماك في البلدان المتقدمة يقرر حياته كلها على مطاردة فصيلة من الجراد، أو نوع فريد من سلالة الأسماك، وتكون وراء بحوثه ونشاطاته الـعـشـرات من المـؤسـسـات والجمعيات العلميـة، وقد لا تتقرر الاكتشافات المطلوبة في حيـاة هذا البحاثة، أو العالم، ليمسك الطريق أجيال تعهدت بنفس المسلك وتطوير تلك الأبحاث.
وقطعا النتائج ستكون كبيرة لذلك البلد، أو للإنسانية بأسرها..
الـقـضـيـة أن هنـاك من يبـرمـج، ويعـد، ويسقط من حسابه مسألة الملل، واليأس، لأن الأهـداف لا تسقط، وتلك كانت المعاني الحقيقية لقيمة ذلك النشاط.. ولذلك وصلوا إلى الـجـوائـز العـالميـة، وصـاروا ضمنيا، أكبـر الـواجـهـات في تاريـخ تلك الأقطـار، وهنـا هـو الفارق الصحيح بين التخلف والتقدم!
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق