في زمن الحرب كل شيء محتمل، أي أن القواعد الطبيعية قد تنقلب رأسا على عقب..
وفي حرب لبنان غير أهوال القتل والدمار خرجت إلينا وجه الجاسوسية الاسرائيلية بلا حدود..
أصبح المعتوهون، والبائعون المتجولون، في بيروت رجال حرب كبار يحملون الرتب العسكرية العالية، ويقودون الجيش الاسرائيلي إلى العمارات والشوارع يحملون قوائم بأسماء الفلسطينيين واللبنانيين، بقيادة أولئك الذين كانوا أصفارا صغيرة في المجتمع اللبناني، وقطعا كانت المفاجأة مفزعة وخطيرة..
في الوطن العربي جيوش التجسس والتدمير تتجه إلى محيط الأرض العربية..
تقتل ذاك، وتنسف تلك العمارة، أو تختطف زعيم حزبي أو ديني ليظل لغزا محيرا..
نقلنا معاركنا إلى أوروبا وآسيا، وصارت سفاراتنا مراكز عسكرية لحماية أرواح الدبلوماسيين، أو العاملين من الأبرياء بتلك الأجهزة..
آخر الضحايا كان الدبلوماسيين الكويتيين. ولا ندري ما هي موازين العداء بالنسبة لدولة صغيرة تبحث عن سد ثغرات نوازع الشر في الوطن العربي، بكل وسائل الدعم المعنوي والمادي..
الوطن العربي لم يعد ذلك الحقل الآمن، وتلك مأساة لا ندري من يستطيع إيقافها..
لقد رخص الدم العربي بيد العرب، قبل أن يكون مجانيا في يد إسرائيل أو غيرها..
ولا أدري هل نحتاج إلى تدريب معتوهين، وساسة، ورجال أعمال لتكون عندهم القدرة على الغوص داخل المؤسسات المعادية، وفهم أساليب تخطيطها ونواياها، وكشف أسرارها الخطيرة؟!
هذا لم يحصل حتى الآن، لأن فراغات نفوسنا لم تردم هذه الهوة الخطيرة بين الأمن الذاتي والأمن الوطني.. وبين ما هو فعل إنساني، وفعل خارج عن قانون الإنسانية!..
إن المفكرين الصهاينة على حق حين يقولون إن باب الانتصار العربي مرهون بتوافقهم فقط!! وهي معجزة تحتاج إلى رجال، وأجيال، ولا ندري إن كانت تلك المنجزة ستتحقق أم لا؟!
الجواب عند من يدري، وإن كنا لا ندري!!
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق