الإدارة المالية بأطقمها، ومكنات حساباتها تدور بحركة صاخبة.
الحساب الختامي للسنة المالية الماضية لابد أن ينتهي بأسرع وقت..
إضبارات كبيرة، ودفاتر اليومية والشهـريـة.. أمناء الصناديق. ومنـدوبـو الصـرف وفـود من المناطق تذهب لتستبدل بأخرى، ولـغـة الأرقـام حوارات لا تنتهي على المستندات المؤجلة.
مندوب للصرف، يحاور مدير الشئون الإدارية والمالية يتكلف الحديث المغتصب..
- أمر الصرف لم توقده اللجنة وقرار عامل التلفون لم يوقعه المسئول الكبير”
المدير يسأل.. - هذه احدى مهماتك قبل أن نصل إلى هنا المفروض أن تعاود التدقيق حتى لا ترحل مبالغ السنة الماضية على السنة القادمة..
ولكن الوزير لم يوقع القرار..
• • •
الإدارة المالية الكبيرة تعيش موجة عارمة حالتها كل عام.
ولأن الصلاحية محدودة وضيقة جدا، فإن مركز الحسابات المركزي هو الذي تنتهي اليه مخزن الأرقام النهائية..
القرار الأخير لم ينته بعد، لأن كبير المحاسبين اكتشف عجزا في أحد البنوك قدر بثلاثة قروش!
القروش اللعينة كيف اختفت.. مراجعات مستمرة تطول إلى بعد منتصف الليل!!
لتنفيذ المهمة، واستعجالها يقترح المدير العام تشكيل لجنة مراجعة عامة!
اللجنة تنتدب إلى المناطق المشكوك بصحة حساباتها، والثلاثة قروش المختفية ربما وقعت في إحدى الفواتير الصغيرة..
تصاعدت أرقام انتدابات اللجان، والبرقيات العاجلة تترى على الإدارة العامة..
الكاتب الصغير يكتشف المعجزة المحيرة!
الثلاثة قروش كانت لفاتورة ظرف الخطاب المبعوث بالبريد العادي!!
المدير يقول..
” ولكن انتدابات اللجان كلفت أكثر من ثلاثين ألف ريال”!!
0 تعليق