مسكين ذلك الشيخ الكبير الذي وجد نفسه في حيز التجار مباشرة..
والـتـجـارة في عرف الماضي مجموعة البضائع التي لا تتعدى لفـات الحـبـال و(قـلال) التمـر وشـوالات ثمر الأثل “الكرمع” وتمر الصقعي، وغيرها..
• • •
جدي كان مقـيـاس الـقـراء والجمـال عنـده، أن يكون الرجل سمينا، ثقيل الخطو على الأرض. مقاييس ابتسامته تخضع لنوع الموقف، كأن يكـون الحـديث مع تاجر غيره مع آخـر يريد أن يتطفل على حجم ثروته، أو بطلب “دينة” منه!!
بالنسبة للمرأة يأخذ بهذا المقياس وبأنه دليل صحة وعافية وهي صورة عربية عامة من عصر أمرئ القيس، إلى شاعرنا العذب محسن الهزاني!!
• • •
سأله ابنه مرة كيف تستطيع معرفة المشترين، والمتدينين..
رد ببساطة..
- “النجار، نقول له أبو خشبة والقطان أبو وسادة والفلاح أبو مسحاة”..
قاطعه.. - و”البدوي”.!
- “وش ظنك.. نطلب التابعية أو صورة الجواز”!
- “لا قصدي إن البـدو تعتبـر حرفتهم مشتـركـة الرعي والتنقل من أرض لأخرى”!
- والبدو يميزون، براعي الوادي الفلاني، والجبل العلاني”!
• • •
دخل على جدي حفيده الأصغر يسمعـه يحاور أخوته. وأعمـامـه عن الخطة الخمسية والـعـشـريـة (وتشيـز منهـاتن) (والشيكات) السياحية..
المعمـر الكبير يعتقـد أنـه في جزيرة سومطرة، أو على حافة بحر الصين ما يدور حوله لا يدخل في المعقولات، أو المصنفات الحقيقية.. اللغة التي يتكلمونها خارج إدراكه ووعيه..
• • •
فتح دفتره القديم وبعيونه شبه المكفوفة قرأ باقي ثمن ثلاثة امداد شعير عند أبو شيخة (وقريتين) جلد صخال، عند مشرق أبو سحارة…!
• • •
الأبناء يضحكون للنكتة التي أطلقها الشيخ الكبير ولكن المفاجأة أن وصيته كانت تقول سامح الله أصحاب الدين من أوفى، ومن لم يوف؛ ولا يحق لأحد مطالبة أي صاحب حق لي..!
0 تعليق