تجمعهما الغرفة الضيقة في الطابق الأول من مكتب الجريدة، الطفايات المشتعلة دائما بحرارة صراع الشمال، والجنوب. والسوق الأوروبية المشتركة..
• • •
الحوار يدور حول تأثير الفلسفة الوجودية على آداب الخمسينات والستينات العربية وقضية القصيدة المدورة عند نازك الملائكة..
الحركة تحتدم تضيع الأصوات وتتشابك الكلمات الجادة مع الهازلة، وكأننا داخل الجامعة العربية، او هيئة الأمم المتحدة..
• • •
المـرحـوم فوزان يسحب نفسا عميقا من سيجارته؛ عقاله المائل إلى اليسار، والكأس الكبير للشاي الممزوج بالحليب الذي لا يفارقه..
سأله محمد نصر الله..
- «لأول مرة تعيش “المعاناة”.. الجميـل أنـك عرفت مكاتب العقار ولو مستأجرا»..
أبـو صـالـح، يطوي الصفحة الأخيرة من الكتاب الذي بين يديه يطـرد هواجـسـه مـع الـشـقـة الصغيرة بالحي الشرقي من الرياض..
يتذكر الديوانية الغربية والاثني عشر مترا التي هي مساحتها في البيت الأصفر..
يرد..
- عذاب المكاتب العقارية أحسن من مقابل وجهك..
“النصر الله” يقهقه على طريقته البركانية العنيفة…. يستدرك - أبو صالح، صحيح إنك ناوي ربط بقرة على طريقة أهل القصيم في الشقة..
المرحوم بتلقي الصدمة.. يرفع نظارته ينسف طرف شماغه الأحمر على الجانب الأخر..
يرد..
..لا.. ها المرة نبي نربط “جعري” مثلك.؟؟
الضحكة الصاخبة من الحضور تجلجل بالجريدة..
أطراف أخرى تتجمع للحدث..
تركي، يسأل عن السبب في هذه المبارزة الحامية يلتفت المرحوم للجميع يصيح منهيا النقاش..
-“إنها أصوات، واللبيب يفهم”!
0 تعليق