تصور أن لك فم طفل، وشعر عذراء، وعيني غزال، ورشاقة حصان عربي..
اجمع هذه الصورة بذهنك، وافرزها.. أعطها لون الطيف، وأضواء قمر منكسر للمغيب.. ترى هل تكون الصورة جميلة تسقط ظلالها على نفسك القلقة لتزرع أبعادا عميقة في تجويف ذاتك؟!
أو لو عكست الصورة بحيث جاء تكوينك عجيبا.. أي صارت لك رؤية القط في المحيط المظلم، وأذان الخفاش بسرعة اختراق حاجز الصوت ونعومة زغب طير صغير، وحساسية نحلة.. هل تكون سوياً؟
ولو قدر أن تصل إلى حماقة (هتلر) وحقد (بیجن) وبربرية (نيرون).. وتصادمت مع عفوية مؤمن، وسماحة متصوف.. وصبر أيوب..
أقول لو تجمعت هذه الصفات بإنسان ما، أو مجموعة أفراد انعزلوا بجزيرة خاصة، وتكاثروا بطريقة عشوائية، أخذت صفة هذه السلالة وتعددت هذه الكائنات لتصل إلى علم النواة وإعادة ترتيب (الجينات) بحيث تحول الفأر إلى فيل، والقط إلى جاموس، وأصبح هذا الكائن بحجم الديناصور، وقوة “توربين” قاطرة ضخمة.. ترى ماذا سيكون، وعلى أي مساحة ستتعايش هذه الاجناس؟!
• • •
هذه الصور ستفتح أبوابا جديدة في علم الأحياء والاجتماع، وستملأ مجلدات هائلة .. ولكنها تظل كائنا ماديا معرضا للزوال بأي خطأ يعاكس القدرة الإلهية!
• • •
لم أكن “سریاليا” في يوم ما، ولكنك مثلي تعيش عقوبة ذاتية حينما تفتح ملف الأيام، وتطل برأسك على الفن، والثقافة، وأصوات المغنين، أنك محتاج الى أن تتقمص شخصية هذه الكائنات لتأخذ الصفات المتعددة أو شبه الممسوخة..
قال ذلك في آخر لحظة.. وكان يهم بأن يقول شيئا أخر عن ذاته، ولكنه ودعني إلى صحوة تلمست من خلالها أن أطرافي لازالت حية بعد حلم مزعج!
0 تعليق