في خيال كل منا مجال واسع للتصور، واختزان الأشكال والألوان وإعطائها ما قد يفوق حجمها أو واقعها..
فلو اخترنا مجموعة من الناس على تحديد شكل ابن الرومي، أو أبي الشمقمق، لأعطى كل منا صورة مغايرة للأخر.
التلفزيون، حرمنا لذة هذه المتعة نقل لنا عرش (بوکاسا) الامبراطوري، وثلاجة لحوم الأطفال الأفارقة التي تقدم على مائدته اليومية!! تماما مثل ما ينقل لنا ولادة “دبة نادرة” أو انتقال العلماء لدراسة هجرة الطيور والأسماك، وحياة النمل الأبيض، وعجول البحر!
في عالمنا المتخلف نظل نجري وراء موجات الزحف الكبيرة، من موسيقى الجاز، وجماعات (البانكس) الذين يصبغون رموش عيونهم، وشعر رؤوسهم بالألوان الصارخة، إلى آخر حدث في موضات الشعر والأحذية الطويلة، أو القصيرة..
• • •
في هذا العالم النامي، قد تدور معاملة السنة أو سنتين في دوائر مغلقة، ومفتوحة، والقضية تأمين ختم، أو سلتين للمهملات!!
وتصوروا كيف أن في بلد تقول نشرة الأحوال الجوية فيه كل يوم أن (الرياح السائدة مثيرة للغبار والأتربة) ونقتني السيارات السوداء والمعتمة ونبني دورنا، ونفرش منازلنا بما يتعرض لهذا الغبار ويشوهه، أو مما يمتص حرارة الشمس التي يصل معدل صيفها إلى ثمانية أشهر في العام الواحد.! والقضية هنا هي مزاج شعوب وخيارات أفراد، أي أنها خاضعة للسلوك العام للفرد الذي لا يستطيع فهم جغرافية مدينته الواحدة، وتفاوت درجات الحرارة والرطوبة، وفوارق الصيف والشتاء كحالة طبيعية..
• • •
تصوروا لو وضعت مؤسسة ما استفتاء على القادمين، بعد نهاية عطلة الصيف، من اوروبا، وأسيا وسألت، ما عدد المتاحف، العلمية والتاريخية، وأصل هذه الشعوب، وانتماءاتها، والمشاعر المشتركة التي تربط الأسرة بالمجتمع، ونوعية الاقتصاد التي تعتمد عليه كل دولة وأكبر هزة ثقافية في هذا الصيف؟
وقارنته بسؤال آخر، عن أشهر ملهى ليلي، وأكبر مكان للملابس الجاهزة، والعطور، وأفخم الفنادق.. لأصبح الجواب مضحكا!!
نحن لا نفترض أن الذاهبين، والعائدين على نوع ومزاج واحد وثقافة وتطلع واحد.. ولكن هناك قاسم مشترك واحد هو التقليد لكل شيء.. ودون معرفة أي شيء..
و(مرحوم يا راعي الطار)!!
0 تعليق