لو كنت مديرا عاما لشركة ما، تتعامل مع عناصر محلية وأجنبية، ونوعيات من العمال والمهندسين والكتبة، وصار نفوذك مفتوحا على كل البوابات وأخضعت مزاجك الخاص وحده بحب فلان، وكره فلان، وترقية صالح، وكسر ذراع سعيد.. هل نعتبر هذا السلوك معقولا، وخاضعاً لقاعدة المصلحة العامة؟!
فرك جبهته، سعل، تجلد في جلسته الخاصة حتى لا يفقد توازنه.. قال..
- “وهل تريدني أشبه بسائق وايت شفط المجاري.. يضع صور الفنانات على مقدمة زجاج سيارته ويغني مع فيروز، ويغضب إذ تعدى سيره سائق سيارة صغيرة.. ويحتج على البلدية وقت المطر..”..
قاطعته.. - “وما دخل الشركة في سائق الوايت”؟!
-” وهذا واحد من العاملين لدي.. له شخصية فنان وروح ممثل كوميدي.. وغضب مدرس رياضيات حديثه.. وشكل انسان لا يتمتع بأي قسط من الجمال.. ومع هذا نتفق على كرهه إلى حد القطيعة، وحبه إلى الدرجة التي لا تجعلنا نكرهه أبدأ!!
سألته..
ـ-“قصدك أن الحب والغضب لا يدخلان في معايير الشكل والموضوع.. ولكن المصلحة تحدد السبب والنتيجة “؟! - “قطعا.. وإلا ستكون شركتي معرضا لأحسن أنف، وأجمل عينين.. وأطول قامه”!!
قاطعته مرة أخرى.. - “.. ويبقى المقياس لصاحب «البروتوكول» المتمدن ممن يجيد معرفة ماركة الحذاء الايطالي، والازارير المطعمة بالألماس «التايلندي» ويفهم بسلالات القطط ، وأنواع الزهور ، ومصففي الشعر ، وقاصي الشوارب» !.
ابتسم بخبث.. - “أدرك من مجمل حديثك أن مشروع الشركة التي سنبني أول حجر بها ستكون مجرد عرض ساخر على مسرح مهجور رغم تجربتنا الناجحة في الشركة السابقة..”؟!
ـ – “اظن أنها ستكون خارجة عن القانون.. ولذلك لن تدخل لا في نظام المقاطعة، ولا في نظام التبادل التجاري “؟! - “وماذا ستكون؟” …
«لوحة على مدخل كراج إصلاح سيارات قديمة»!!
0 تعليق