على شاطئ البحر.. الفندق الكبير الذي جاء موقعه على شبه خليج صغير ببنائه التقليدي ولونه الأبيض.. على المدخل الرئيسي ترفرف أعلام أكثر من دولة أوروبية إعلانا عن بداية السياحة..
رشاقة المطعم، وترتيب المائدة، والعرض الجيد للأسلوب الحديث للخدمة، يوحي لك بتقدم ممتاز لذلك البلد المتواضع الإمكانات والطامح إلى تحقيق وجوده..
الحديث يتواتر عن نمطية السائح الأوروبي والعربي والخلاف الكبير بين من يتوارى خلف واجهة مادية ونمطية عفوية في الحياة، والتعامل مع الأخرين، وبين الأخر الذي ينظم ساعات نهاره وليله بأسلوب خاص سبق إعداده قبل شروعه بالرحلة..
قلت..
- “إن وجه المقارنة مفقود في هذه الحالة لأن العربي يأتي وهو يفتقد أشياء كثيرة، وهنا تكون مسألة التعويض جملة تجاوزات وأخطاء.. لكنني أجد وجه المقارنة بالسائح الياباني في جنوب أسيا.. وأنه ينقلب إلى أكثر من متوحش يخرق كل الأعراف والتقاليد الاجتماعية هناك، وبنفس الوقت، إن لم يتساوى مع العربي في الصرف والبذخ، فإنه يتفوق عليه، ومع هذا نجد أنه السائح رقم واحد في أوروبا التزاما بالقواعد الاجتماعية والأخلاقية.. وتلك صورة لازدواجية عجيبة”..
رد المضيف.. - “قد ننسى أمور أخرى، أن العرب والأفارقة في كل من باريس، ولندن رموز قائمة ومعمقة في وجدان الموطن هناك أنهم قتلة ونصابون.. وهنا لا تختلف القاعدة في التصوير والإشهار عن هذا العربي” !!
الصديق الجلس قبالتي، يضايقه الزكام الربيعي.. يجالد حرقان أنفه وسيل دموعه.. سألني - هل معك (ابو الس)؟!
قلت أغلب سخريته اللاذعة.. - “وأنها وقفة جميلة لهذا الحوار الجاد “!!
عقب بجدية..
ـ-” إنني لا افرح.. صدقني إنه أحد الوسائل الجيدة لعلاج الزكام”! - أعرف انه دواء شعبي.. ولا أعتقد أنه يجاز كدواء رسمي بالصيدليات العامة..
المضيف يتدخل..
لقد جلبت من السعودية أكثر من زجاجة أهديك أحدها!
ابتسمت.. قلت بنفسي..
البركة بـ “سم الفار ودواء العقرب، وذلك الدلال الظريف في سوق المقيبرة الذي اشتهر كأحسن طبيب!!
0 تعليق