قيل أنه ولد في برج (البوم) ليلة خسوف القمر!!
تيمنا بالفاتح العربي العظيم عبد الرحمن الداخل سماه والده عبد الرحمن.. عظام قدميه كانت لينة مع حالة كساح بسيط.. الأطفال العفاريت، استغلوا حالته المرضية ليسخروا منه، يشيرون مثلا، إلى طائر في السماء.. يرفع رأسه وفجأة سقط على الأرض لعدم قدرته على التوازن.. لهذه الأسباب سموه (الدايخ .. أو دحيم الدايخ)!!
الحارة الصغيرة نسجت حكايات طويلة حوله.. أحدهم قال إنه ولد على جلد خروف أسود بصقت عليه الشياطين..
آخر فسر الظاهرة بأنه شرب من ماء منقوع تحت النجوم بالت عليه الجن!!
قرأ عليه (المطوع) وعلق على رقبته التعاويذ، والحجب، وبخر بقشور البصل، وأهداب الأثل، ومع ذلك ظلت حالته كما هي إلا أنها زادت بأن صار نموه بطيئا جدا، برزت له کرش كبيرة فوق قدمين ضعيفتين قيل أنها من كثرة أكل التراب!!
• • •
اختفى فجأة من الحارة، ومن القرية كلها.. نسيت أخباره كجزء من تاريخ سقط بحينه..
في أحد الممرات في المبنى الكبير برز عبد الرحمن… نظارته (البرسول) التي اشتهر بها الدكتور طه حسين.. وعقال من وزن الأربعة أرطال عراقية وضعه فوق جمجمته الصغيرة لينزل إلى أذنيه!! حذاؤه الطويل العقب بشكله القرمزي جعل جسمه كأنه من قطعتين متلاصقتين.. أما الخواتم فقد انحبست بخنصريه وبنصريه كأحد مظاهر الأرستقراطية العقارية !!
زميله مد يده مصافحا..
(أهلا) (أبو شهاب)!!
قطب جبينه، فرك بقايا مشروع (شنب) فوق شفته العليا..
۔ (أنا عبد الرحمن.. لا (أبو شهاب)!
زميله الساخر حاول أن يكمل (الدايخ)!!
بلع الكلمات.. ضحك وهو يراه يتقدم لوظيفة مدير، وهو لا يحمل إلا شهادة المحاسبة ومسك الدفاتر التي حصل عليها بالمراسلة من بيروت!!
0 تعليق