الشيء الوحيد الذي لا يمكن لك الخيار فيه، هو شكلك، وصوتك، وبناؤك الجسماني أو العقلي.. المسموح به لك، وتقول (ربما تجاوزا) هو أن تعدل باسمك الشخصي، إن كان لذلك قواعد خاصة ونظم مسنونة تحكمه..
تصور أن يقف بوجهك أحد هواة الرياضة، ويعلن أسفه أنك أسأت إليه بنشر صورة خارجة عن (القانون)!!
وأقسى منه لو جاء إليك أحد الهواة الصغار ممن تكرمت الظروف أن تسلخ عليه اسم فنان في عصر الانتشار السريع لأشرطة التسجيل الصوتية والمرئية ، وزعق بوجهك وكيف لا تستأذن عند نشر صورته ، أو تطالبه هدية خاصة موقعه منه ، ولا يقبل نشرها إلا بالزاوية التي يختارها أو يطمئن إليها !!
والفاجعة العظمى أن تجد مظروفا مرسلا إليك بأن سعادة الأستاذ (فلان) يريد نشر هذه الصورة فقط، ويعمم بذلك على المسئول عن أرشيف الجريدة..
في الماضي القريب حين يتغير توقيع موظف مسؤول يعمم بذلك الى مختلف الإدارات، الاحتياطات خاصة فقط.. وذلك محكوم أيضا بقانون الوظيفة..
العجيب المثير جدا هل يحق لنا أن نختار للأخرين صورنا، وأشكالنا لمجرد الرغبة.. وهل الجريدة أو المجلة ملزمة أن تختار لها أرشيفا خاصا ومصورا عبقريا قادرا على إضافة المساحيق والمكاييج على الصور حتى تناسب أذواقنا وأذواق المشاهدين؟!
الذي أدريه ويتمناه الجميع أن الكل منا وسامة (يوسف بن يعقوب).. واسم بطل اسطوري، وصوت أبلغ الخطباء.. ولكن ذلك أمر لا تنفع معه الأماني!!
وإذا كانت الغترة والشماغ قد سترت أشكال الصلعان، وأخفت النظارات العيون الحولاء، لا الحوراء، فإن لله خيارا في خلقه.. لكن علينا أن نفهم أن الروح والعقل هي مقياس الرجولة، والباقي وهم نغطي به ظواهر عجزنا فقط!!
0 تعليق