المتناظرون من أصحاب الشوارب المفتولة. والذكورية البكرة، كان يجمعهم حديث ذي شعب
متناقضة.
قال أحدهم..
البنت الجامعية لا تصلح زوجة.. فهي مغرورة ومتكبرة، ولا تعرف معنى الحدود الدنيا لسيدة
المنزل..
تهتم في فساتينها، وتستعيض بالخادمة أو المربية في رعاية أطفالها.
قاطعه آخر..
- وتتدخل بشئونك الشخصية ومراتب أصدقائك ونوع دمائهم وشكل بشرتهم، وأحذيتهم الصيفية والشتوية ووقت نومهم وعشاءهم!!
سحب منه الحديث ثالث.. - وشهادتها ووظيفتها فوق مسئوليات الزوج والأبناء.. ومبرر اصطناع المشاغبة حاضر في كل لحظة لسبب وبغير سبب، وجعل الرجل، في شريعتها، هو المخطئ دائما..
• • •
الحديث طال.. تناول السيارة وشكل زجاجات العطر، وطيور الزينة وشكل المنزل.. الخ..
أحدهم في ركن صغير كان يتأمل الحوار ويبتسم رغم الانفجارات التي غطت مساحة أرضنا الكبيرة.
صمت الجميع رفع اصبعه مستأذنا…
قال..
- “الذي يبدو أن الرجل لا يريد أن يتواضع امام المرأة ولا يتنازل عما يدعيه بحقوق مطلقة..
الفشل لم يحدث لأقطار عربية مشابهة، ولم تظل عقدة فيما نسميه زواج الجامعيين من بعضهم..
باختصار المسألة تنحصر بعدم التجانس، أو بصراحة تامة، الشباب دون ثقافة البنات، ولذلك عندما يكون الحوار على وجهه نظر يشتد الخلاف فيها لأن الشاب لا يستطيع تفسير الوقائع وفق مساراتها الصحيحة ولذلك لا يسهم بواقعية أفكار البنت أو الزوجة..
البنت – كما تقولون – طالبت بمربية أو خادمة ولكن الزوج نسي أنه جلب سائقا لأبنائه ليتخلص من مسئوليته أمام أسرته!!
وشبابنا لم يتعود الندية والتنازل عن كبرياء الأوامر والنواهي، والممارسات الخاطئة، أو الاعتقاد بأن المرأة مجرد عباءة وثياب وطباخة.. وهنا السبب المنطقي لكبرياء الفحولة والرجولة.
يا سادتي إذا كان التعليم سبب انشقاق، كما تتوهمون، بالأسرة فإن الأسباب نحن الذين نخلقها
ونبررها!!
صمت لحظة.. قال الاخير - محام كبير، لن أقول إنك “ولد مره”… قم الله يعافيك ندخن رأس شيشة جراك حتى يتوسع صدرك وخل القرعة ترعى”…
0 تعليق