قال..
قلت..
-… وما أخبار النار التي تشتعل بذلك الرجل.. وما معلوماتك عن الحجارة التي تتساقط على الآخر؟!
- “بدأت لغزا، وانتهت لغزا”!!
المضيف يعلن ربط الأحزمة. والطائرة توشك على الهبوط في المحطة الأخيرة.. تدارك الموضوع من جديد ليربطه بحادث مشابه.. قال.. - “أصيب بتلف في أغشيته المخاطية صار لا يشم إلا رائحة نتنة..”
اشتري جميع طاردات الروائح الكريهة، من الابطين، وشعر الرأس، إلى إفرازات أصابع القدمين..
الطبيب أشعره أن ذلك لا يتغلب عليه إلا بعملية جراحية في الجيوب الأنفية.. هو يكره الطب وعلمه وشهادات الأطباء يعتقد أنها مزيفة، ومؤسفة..
ساءت حالته.. عامل الناس من خلال أنفه، أسقط عليهم جميع أمراضه وعيوبه.
بدأ لا يصدق إلا ما يؤمن به وحده، حتى الحقيقة صارت “مشروع كذبة كبرى”!!
قاطعته قائلا…. - “وما دخل صاحبي النار، والحجارة.. في مرض شخصي”؟؟
قال ضاحكا.. - وحياة هذا الانسان صارت لغزا مكثفا..
رأس عملا إداريا.. منذ سنته الأولى إلى الآن لم يطل على مكتب..
يختصر أحاديثه ب “لا” القاطعة – إن صح التعبير -..
ليلة ما.. شاهدوه يدور على المكاتب يحادث نفسه بمشاريع عريضة.. يضرب على مكتب ذاك ويحاكمه لمدة دقائق.. يفصل الآخر، لأنه وضح من زملائه أنه يغسل جسده مرتين في اليوم
صيفا!!
تحدث عن شهاداته ومشاريعه الضخمة.. فجأة ظهر له من العدم، أحد الموظفين.. صعق تلعثم وهو يلوي وجهه الجهة اخرى..
قال الموظف.. - “وهل سعادتكم يريد إعادة تنظيم الإدارة من جديد”؟!
قال بكآبة.. - “وهل جئت لتتجسس علي”؟!
رد الموظف.. - “وسعادتكم لا يعلم أنه وقع قرار عملنا خارج وقت الدوام”؟؟
سحب نفسه.. ولم يعد يظهر من مكتبه إلى اليوم!!
0 تعليق