قد نبرر لأنفسنا بعض المواقف، ونقول أن الذين كانوا أو لا زالوا يعاكسون بالتلفون، وكذلك المفحطين، أو من حملوا براميل النفـايـات إلى داخل منازلهم لاستعمالهم الخاص.. نقول أن كل هؤلاء يقعون ضمن البعض من شواذ المجتمع الذين يتصرفون بدون مسئولية..
مطار الملك خالد الجديد بالرياض إنجاز كبير ورائع، وهو شراكة في الخـدمـة والمسئولية لجميـع المواطنين بلا استثناء، لكننا نتألم حين نجد أن التصرفات التي صاحبت زيارة المواطنين للمطار كانت نتائجها السلبية أكبر من المتوقع تماما..
• الأطفال وجدوا المياه المتدفقة من النوافير مسبحا لهم!!
• الكبار عبثوا بالهاتف.. داسوا على ازارير الطوارئ.. وأدخلوا قطع أوراق في أجهزة الكمبيوتر، لتتعطل!!
• المهتمون بجمع التحف، نزعوا “طفايات” المدخنين، وحملوها الى منازلهم!!
• حتى الزهور المسكينة التي وضعت في الأركان وبين الممرات نزعت بأصصها، واختفت !!
• خريجو مدرسة المفحطين داسوا الأشجار التي وسط الطريق وساووها بالأرض!! السؤال الذي يقلقنا جميعا.. هل بعضنا يتعامل مع أي منشاة حضارية بسلوك بدائي وهجمي؟
وهل نحن على صلة بالحياة والتقدم إذا كانت منجزاتنا تتعرض مثل هذه التجاوزات السيئة؟!
في المدارس تخلع الأبواب، ويكتب على الحائط، ولكننا نخضع هذه التصرفات النوعية من الأطفال قد يقعون بنفس الخطأ داخل منازلهم.. لكننا أمام مرفق عام يؤمه الجميع لا يعفي من الخطأ الأب، ولا الطفل لأن النتيجة في الخسارة تقع على مشروع وطني لنا جميعا..
إن الذي جرى في المطار الجديد يضعنا أمام مسئولية خطرة ووطنية.. ويجعل تصرفاتنا الخاطئة امتحانا صعبا أمام الأخرين، لأن الالتزام، أدبيا وأخلاقيا في سلوكنا يضعنا في خيارين اثنين فقط..
إما أننا مواطنون على درجة صادقة ومخلصة مع مكتسباتنا الكبيرة.. وإما أننا نحتاج إلى روادع حادة.. وفي كلا الأمرين سنجتاز الامتحان أو نسقط بدرجة تحت الصفر، وما أمر ذلك..
0 تعليق