الرجل الفاضل، أو ذلك الإنسان الذي كان يتقاضى أتعابه من الصغار إقطا وتمرا وأكثرهم حبا.. ذلك الذي يتقدم بطبخة قهوة وشاي!!
المعلم القدير الذي كان يمنح من وجدانه ذلك الصفاء والهيبة بكتابته، وصغاره الذي إذا احتبس المطر زحف بهم إلى أقرب أرض خارج المدينة ليستغيث المولى القدير بالمطر..
نسينا كيف كانوا أئمة المساجد في الجمع والأعياد ومرشدين للناس العاديين. وفكاكي خصومات بين المختلفين..
نسيناهم لأننا وجدانيا لم يعايش بعضنا تلك الصورة الإنسانية التي تتمثل بالمعلم أبا ورائدا وقاهرا لشياطين الصغار..
جمعتني الصدفة بمعلم قدير تتلمذ على يد أولئك الرواد، ثم حمل الأمانة لجيل المدرسة الأولى بشكلها النظامي، سألني…
-“الا نعتقد أن المعلم يستحق جائزة التقدير الأولى بين من أعطوا لهذا الوطن لحمهم ودماءهم”!
قلت ممازحا..
- “إنك واحد من الذين صنعوا الرجال وإن كنت أرى أن الجائزة حق باعتقادي تستحقها عن جدارة”!
رد بتواضعه.. - “إن هذه محاباة لي لأنني أحد معلميك الأوائل”!!
قلت إنني من الجيل الثالث أو الرابع.. وتقييمي يقوم على أساس رؤيتي الشخصية بك”..
قاطعني بحدة.. - “وهل ننسى أن من بين الأحياء الذين تعلمت على بعضهم عبد الله حیاط – صالح الخزامي – محمد السناري – عبد الله السليم – المديميغ – المفيربج – سليمان السكيت. صالح الطويرب – عثمان الصالح ولا تؤاخذني إن قلت أنها اسماء فقط تحضرني وهي في حيز المبني للمجهول بين هذا الجيل”!!
قلت.. - “لقد أثيرت هذه القضية، ولا أعتقد أننا نقدم الجديد فيها.”!
طرح سؤالا بصيغة جواب… - “لكنني أتساءل أليس من حقهم التكريم على مستوى الدولة”؟!
قلت..
-“هذا شيء مفروغ منه، ولا يحتاج الى نقاش”..
قال.. - ” إنني أحملك مسئولية نقل هذه الأمانة ولو على مستوى هذا العقود الصغير”.
…
أخيرا..
إنني انقل الحوار.. وقرار التكريم لا يملكه إلا من يؤمن برسالة أولئك الأفذاذ من هذا الوطن العزيز…
0 تعليق