لم يعد شعار القراصنة المتمثل بعظمتين متقاطعتين، وجمجمة توضع على عدادات الكهرباء، أو السموم الخطرة، كشعار موت محقق..
عندنا تجاوز ذلك بين المراهقين إلى الزجاج الخلفي لسياراتهم الصغيرة، وسلسلة المفاتيح تحمل نفس الشعار “الرعب”..
قد تكون هذه صرعة تختفي كغيرها من أحذية الكعب العالي، والشعور المسترسلة، والخواتم والقلائد..
ولأن الزمن يطوي تحته المتناقضات وتتم المصالحة بينها تاريخيا، فإن الذي يجبرك على الضحك من نفسك وغيرك في أحيان كثيرة، أن تشاهد مسلسلة تاريخية عن سيف بن ذي يزن. أو النجاشي ملك الحبشة معروضة بكامل أناقتها علينا..
تصور أن تجد النجاشي يتبختر في حاشيته معلقا صورة “فوتوغرافية” حديثة لجده في صالونه الكبير!!
أو ترى سيف بن ذي يزن يقرأ قرارا تاريخيا من دفتر مدرسي حديث، وكأن مصانع الورق الحديثة قد نشأت في الجزيرة العربية في ذلك التاريخ القديم..
والمضحك لدرجة دموع الغضب، إن جاز التعبير، أن يكون فاتح عربي يحمل سيفه على حصانه الأسود يبرز في معصمه ساعة “أوميقا” ذهبية تحسب الدقائق والثواني ثم ينتقل فجأة بسيارته (المازدا)!!
وأجمل من ذلك كله، أن يلقي عمر ابن أبي ربيعة قصيدة غزلية في أحد أودية مكة، وتراه بعمته وردائه وتحتهما “بنطلون جينز” مكتوب عليه (ماركة) المصنع والختم الأجنبي، بشخصية نصفها عربي – وأجنبي!
ولا يهم إطلاقا أن يقف مغن يلوك عامية نجدية، بلهجة مصرية، وأداء نصف أردني أو شامي يلعلع ونصف فمه مشغول “بلبانه”.
لقد شاهدت “كورس” يغني مع أحد السعوديين ممن يحترفون خفة الدم، وكانت “الشمع.. والغتر” أغطية طاولات، وبقايا “شراشف”.. والعقل حبال (بلاستيك).. و..
تشكيلة لا تسيء للشكل، بل للذوق لحد الازعاج والقرف من الشكل والموضوع معا!!
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق