تقول أسطورة قديمة أن عذراء “السوب” كانت قطة تحولت إلى فتاة جميلة، جلست مع المحتفلين على طرف المائدة الفاخرة..
فجأة برزت في المكان فأرة.. هنا فقط عادت الفتاة التي تدثرت بثوب قطة إلى طبيعتها الحيوانية لتطارد الفأرة…
لتصطادها!!
ما يسمى بعالم الفضيلة يندرج ضمن الأحلام العريضة لفلاسفة “الميتافيزيقيا”.
الذي يفرد صفحة في جريدة لـ (صهر) مدير الشركة الفلانية أو العلانية بتعزيته عن مصابه الجلل بوالدته المسنة، أو طفله حديث الولادة، يتنكر لطبيعته الأصلية ليحافظ على ما يدعيه بتوازن الحياة، أو النفاق القانوني!!
• • •
في قرانا وأطراف باديتنا كنا نسمي الأعور، بـــ “كريم العين”.. والمجنون “الصحيّح” والمرحاض “بيت الخلاء”، دون أن يكون هناك تكلف أو نزعة إلى مجاملة لأنها فضائل غير مصطنعة..
الحياة تتعقد.. هذا صحيح إلى أبعد الحدود، ولكننا نستورد بعض مقاسات. تعلو قاماتنا، أي أننا نفرز أو نعمل على اصطناع مسائل خارج طبيعتنا الصحيحة..
أحدهم اشترى لوحة بمبلغ خيالي، ولا اعتراض إذا كان الاقتناء يعني تزاوج الوعي الجمالي مع الفرضية التجارية، ولكن المؤلم أن يكتشف هذا المشتري أن اللوحة منسوخة بطريقة هزلية لرسام كبير من قبل هاو صغير!!
• • •
المقاييس كثيرة ومتوفرة على نطاق غير محدود، ومثل عذراء السوب، فإن لنا طبائع يمكن أن تتطور إلى الأحسن، ولكن ذلك مشروط بحتمية الوعي أولا، والا فإن المطاردة بين القطة والفأرة أزلية ودائمة!!
0 تعليق