تستغرب أن ترى أحياء القاهرة وبغداد ودمشق أكثر حضورا في ذهن المواطن هنا، من سوق الليل في مكة، و”الجردة” في القصيم، أو الأزقة الضيقة في «الجفرة، بالرياض، وغيرها بالأحساء وباقي مدن المملكة..
ومثلما المقهى يسجل تاريخ ثقافة أجيال مضت، بشخصية الحكواتي وجدليات الشعر والنثر، والكفاح الطويل ضد مختلف الغزوات، فإن السوق عندنا لا يرى إلا من زاوية ضيقة جدا تصل إلى حد السخرية المرة..
مثلا لنأخذ “الجفرة” في الرياض، كل من يتحدث عنها أو شاهد أيامها الأخيرة، تظل في ذهنه صورة الكهول والشيوخ داخل دكاكين الطين يفترش كل منهم بساطا ناحلا لونه، وصندوق حديد عبارة عن خزانة للنقود، وينسون أن الميزان التقليدي (القبان) بأثقاله من الحجارة والحديد، كان رمزا لحياة اقتصادية كاملة بين أبناء البادية والحاضرة، ومقايضات السمن والاقط، بالتمر والملابس، وغيرها..
الذي يؤلم أكثر أن صورة الفنان الذي يريد استنطاق الماضي بعيش خارج الزمن، أي ببساطة هل عمل أحدنا على جعل “الجفرة” مكانا وزمانا للحظة تاريخية عاشتها الرياض، وتجسدت كصورة اجتماعية بكثافة رموزها، وأخيلتها، لتشغل حيزا في فكرة جغرافية هذه المدينة الكبيرة، ونموها المادي والمعنوي؟
وهل عمل أحدنا على البقاء داخل هذا الحيز ليكتب عن شخوصها، حياتهم، عالمهم بكل تناقضاته، وعالمه، كيف يضاربون، ويقايضون..
شخصية التاجر، زبائنه..
صورة مجتمعة.. الخ..
المؤلم أكثر أن صورة الخادمة، والسائق، والمفحط، وشخصية “الفتوة، وجراندايزر” تمثل الحدث اليومي، وكأنه لا يوجد حبل طويل يمتد إلى أعماق تراثنا..
وحتى لا ننسى فإن مثلنا الشعبي يقول “الكفن ما فيه مخابي”.. وللعلم جرى نشره!!
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق