قال..
- “ليرحمها الله.. كانت شهيدة آمالها”!
سكت.. تطاول بأصابعه زر ثوبه الصيفي ليقرنه..
استعجلت حديثه: سألته.. - “وهل كانت تلك والدتك المرحومة”؟!
زم شفتيه.. تفادى ابتسامة صفراء خجلة..
قال:
-“جارتنا “علوشة”!!
علقت..
-“وهل كانت تحفر كنزا أو تنتظر إرثا جديدا”؟!
رد بعد أن استجمع هدوءه.. - لقد دفنت زوجها الرابع..
قالوا أنها تتعطر وتمشط شعرها.. تجيد الطبخ وفن الحكاية، ورغم عقمها فإنها استعاضت عن وحدتها بتربية الحمام، وحتى قصاصات أظافرها، أو ما يتساقط من شعرها تدفنه تحت بوابة غرفتها!!
قاطعته.. - “… وما الجديد في الحكاية”؟؟
قال.. - “بعد أن فسخت ثوب الحداد الرابع توجه إليها.. كان في عقده السادس، ويريد أن يهرب الى وحدة خاصة.. خطبها.. وقبل عقد القران سقطت ميتة ليرثها ابن اختها الوحيد”!..
قلت.. - “دراما جميلة”!
أدرك سخريتي.. رد.. - “القضية تشبه حادثة زملاء لي.. كان أحدهم يحمل الابتدائية والآخر بيان خدمة طويلة.. شغرت وظيفة في إدارتنا، كان الشيء الملفت للنظر تغير الزميلين.. الثياب أصبحت نظيفة.. العطر، والساعة الجديدة، وصياغة الكلمات بشكل رزين صارت سمة لسلوكهم!!
التعامل مع الرئيس بشيء من الوقار والحشمة.. التسابق على الوظيفة سقط بأمر جديد حين تم التعيين عليها من صاحب مؤهل جامعي!!
قلت.. - “وما الرابط بين الحادثتين”؟!
قال - “الوريث غير المنتظر”!
0 تعليق