جلس مع المنتظرين أمام عيادة الطبيب بالمستشفى الصغير.. الحركة بطيئة ومروحة قديمة تنتفض محدثة صوت هادرا.. حرارة الجو وأنفاس المراجعين، وزحف الزمن البطيء، أشعره، بتكوم الزمن على رأسه.
(البواب) يؤشر له بطرف اصبعه.. ناوله الرقم (17).. دلف الى عيادة الدكتور..
سأله..
- “هل تشكو حساسية بعينيك او رمدا”؟
تباطأت كلماته.. رد - “إنني أحمل مذكرة من أجل الكشف على عيني لغرض رخصة قيادة سيارة”!!
الطبيب يفتح عين المراجع.. يضع زجاجة معتمة على احدى عينيه، يختبر الأخرى..
المريض استطاع معرفة الفتحات العليا والسفلى للوحة الاختبار..
أعاد الكرة مع العين الأخرى، وكانت الأفضل، وإن لم تكن (6/6)!!
قال الطبيب..
-“تحتاج إلى نظارة.. ونظرك لا يؤهلك لحمل رخصة قيادة”!.
بخبث متناه سأل الطبيب.. - “… وهل سعادتكم يقود سيارة”؟!
قال الطبيب..
-” بالتأكيد.. وهل هذا أمر صعب؟؟
رد بتهكم..
-“ولكن سعادتكم في سن التقاعد، وأرى أن في إحدى أذنيك سماعة، وعلى عينيك نظارة ذات سمك كبير”!
قال:
-“وهل أرسلك المرور لأن تكون الطبيب بدلا عني”؟.
رد المريض بسخرية أكثر.. - … ولماذا لا تقول إن المرور لا يدقق فيمن يدهس نملة.. في حين أنك قادر على دهس جمل”؟؟
حدة الحديث وصلت إلى أذن الممرض، وكان هو الفاصل في النزاع، غير أن الرخصة بقيت معلقة على ذمة طبيب، وعناد مريض إلى اليوم..
0 تعليق