أسهبنا كثيرا عن حوادث المرور، والسفر إلى الخارج ، وغلاء المهور ونسبة الإهمال في الدوائر الحكومية للعمل..
وقلنا عن الذين يطيلون جدائلهم، وفشل الزواج بالجامعات، والعمالة الأجنبية، والخدامة وسائقها المحترم..
وعلى الرغم أننا بدلنا بيت الطين بـ “الفلة” والمكيف الصحراوي بـ “الافريون” وتعددت إعلانات الكمبيوتر، وعطور باريس، واكتشاف النصب الدولي على التاجر الخليجي، وجهلنا المطبق بخرائط الهاتف، والماء، والكهرباء على مستوى العامل الوطني..
كذلك التماسك بالرقاب، والركل بالأيدي و”العقل” بين أنصار العامية، والإنجليزية، والشعر الحر، والعامودي، ودواليب غرف النوم التي تضم إليها “الفساتين” بموديلات لندن، أو روما لعرض ليلة زفاف أو حفلة عامة لا يكرر بها لبس الفستان مرة أخرى!!
أقول كل هذا وغيره يحدث ونتحدث عنه، ونأسف على تجاوزنا المألوف، وما فوق المألوف، نبعث الاحتجاجات للصحف، وتختلط الأصوات بالدفاع والهجوم للانتصار لوجهة نظر مختلف عليها، ونخرج بالمواعظ والنصائح لمن يهمهم أمر نفوسهم. ومع هذا نشعر أننا لن نلتقي .. ولن نتفاهم!!
• • •
قال أحد المخضرمين لابنه:
-“عملت سائق شاحنة بعشرين ريالا للشهر، ووقفت أشهر مع طوابير العمال في الشمس نبني خطوط النفط، وصرت عامل (بنشر).. عشت على الماء والخبز، وأحيانا على وجبة واحدة في اليوم والليلة..
قاطعه الابن:
-“إذا كان قصدك الفارق بيني وبينك ماديا وصحيا واجتماعيا، فإنك لن تعاف موقفي هذا اليوم لو تيسر لك بتلك الأيام لتنسى عذابك كله.. وإذن المسألة عصر وناس وظروف …”.
ابتسم الأب قائلا:
-“وتلك الحقيقة الصعبة ولا يجب ان تتطابق الأزمنة وأصحابها، لتدور الأفلاك القديمة مكررة دورة زمن مضى!!
0 تعليق