كأي سائح قادم للمملكة.. الواجبات، أو أدبيات العلاقات الأسرية والاجتماعية، تقول بضرورة حمل الهدايا..
القائمة الأولى كانت ملابس أطفال، وأحذية نسائية وحقائب، هذا عدا ما تمكنه ميزانية الرحلة من شراء ساعات أو مجوهرات لطابور العائلة القريبين، أو أقرباء الزوجة الكريمة …!
صديقه يلازمه في متاعب الانتقال من محل لآخر، أو للأسواق المتعددة الطوابق والأنواع، يبتسم حينا، ويعلق في بعض الأحيان على تناسب هذا الخاتم، أو شكل تلك الحقيبة، أو لون ذلك الحذاء..
خبرته في الأمور أقل من عادية، لأنه ينتمي إلى فصيلة العزاب.. لم يشغل ذهنه بأي قضية مماثلة، ولذلك كان بفعل حتمية واجب الزمالة يقاوم رغبة الرفض، أو التعليق بما يناقض زميله صاحب المشتريات الكبيرة..
في ركن العطور، وقف الزميلان.. المشترى يفحص الأقسام النسائية، ويتأكد من مزاج زوجته بتطابق وهذه (الريحة)، وأن أختها تماثلها بنفس المزاج!!
تعددت العلب والكراتين، وبطاقة “الأمريكان اكسبرس” تذهب وتعود بحزمة الفواتير التي سوف تسدد مستقبلا في غرفة الفندق، وأمام أكوام الهدايا سأل الزميل الأعزب صديقه:
-“ألا ترى أنك تخطئ في إهداء أصدقائك أنواعا من العطور”؟
رد الأخر باستغراب:
- “… وهل هذا يكسر قانون الأعراف الاجتماعية؟!
- قال الصديق بخبث:
- أنا شخصيا لا أرغب أن تهديني مثل ذلك؟
سأل مستفسرا:
-“….. ولماذا”؟!
رد بسخرية…
-” يا سيدي كأنك، وأنت تناولني زجاجة عطرك تقول لي “خذ بدل رائحة جسمك المنتنة ببخار هذا العطر”!!
بلعها الصديق على مضض، وبدون تعليق إلا ابتسامة صفراء على وجهه!
0 تعليق