جلسنا في المطار على كراسٍ من الجلد ننتظر الوقت الذي تقلع به الطائرة إلى فرنسا..
ثم نودي (بالميكرفون) لركوب الطائرة الجامبو الضخمة، وهي إحدى طائرات أسطولنا الكبير..
وقفنا طابورا، بعضنا بلبس ثيابه العادية، والآخر (تفرنج) بلباس الافرنجة، وكل منا يحمل ورقة دخول الطائرة..
عند باب الطائرة اقتطع المضيف الورقة، احتفظ بكعبها والآخر أعطاه للراكب..
أشارت المضيفة إلى الكرسي الذي يحمل رقم البطاقة، ولحسن الحظ أن مقعدي كان جوار
الشباك.
كان على الكرسي أزارير للضوء، والمضيفة، وفتحات للتكييف..
ربطت حزامي، وعدلت كرسيي قبل أن تقفل الطائرة عن آخر راكب وصل مستعجلا، حاملا شنطته الصغيرة..
تحركت الطائرة، وجميع أضواء ربط الحزام، والتدخين مضاءة، وقبل إقلاعها، كانت المضيفة تعلن إرشادات حالات الطوارئ، ومخارج الطائرة في حالة حدوث خلل، لا سمح الله..
بين الركاب من (يكح ويتنحنح) وأطفال، تشق أصواتهم عنان السماء بالزعيق والصياح، وأزير الطائرة يفجر الآذان..
قامت الطائرة، التي تسابق الريح، وقد رأيت بأم عيني كيف تصغر الأشياء، وتتوارى، لدرجة أصبح مطار الرياض بكبره وعظمته كعلبة الساردين !!
• • •
.. عفوا أرجو ان لا تعتقدوا أنني (أمزح) وإنما ذلك فصل عظيم من أدب الرحلات التي تؤلف، وتجاز كتابتها لتباع لنا من علب أطعمة القطط والكلاب.. ومع كل هذا فنحن في حالة (إقلاع) وكتابنا العظام يعتقدون أننا لا نزال في قطيعة مع الحياة الحاضرة.
.. وكل فصل مع هذه الكتب، وفصول الربيع والصيف تنعمون برحلة طيبة، مع كتاب باهر!!
0 تعليق