كان يقلب رزمة المفاتيح الثقيلة التي سحبها من جيبه.. قال زميله ضاحكا:
- عجيب.. تركت الشركة لتفتح مكتبا عقاريا؟!
حرك شفته ليرد.. صمت لحظة. قال: - هذه مفاتيح (الفلة الجديدة ومحتوياتها وملحقاتها)
- “قصدك مجموعة البيوت التي تسميها فلة”؟
تعلل بعدم الاكتراث.. علق صاحبة ثانية.. - “بصرف النظر عن بيتك أو قصرك، أدوارك الكبيرة، إنما الذي يؤكد أنك تعيش وحدتك، هو كيف تسيطر على هذا المكان الكبير، وأنت وبقايا عجوزك، والخادمة والسواق سكان هذا الحي المصغر”؟!
مصمص أطراف شفتيه.. قال - الموضوع لا يتصل بهذا البيت فقط. صدقني لي بيت مماثل في أوروبا ودور كامل في عمارة بمدينة أخرى، وضعتهما في سوق العقار.. وأحسن رد قاله أحد الأدبيين “إن مجموع دخلي السنوي لا يساوي صيانة شقتك وحدها”!
قال زميله ضاحكا: - يعني أننا لم نخطط لمنازل المستقبل، وانحسار الأبناء والبنات عن البيت المركزي أو منزل (الأجداد)!؟
قال.. - “إن هذا ما أحاول أن أقنع به أبنائي ونفسي بأنني أخطأت بتصرف لا أريد تكراره”؟
سأله صاحبه.. - “.. وهل يعني أن مستقبل الشقق، والتدفئة والتسخين بالطاقة الشمسية، وتعاون الزوجين على الطبخ والتنظيف هي الأساليب القادمة لحياتنا؟
قال ساخرا.. - “اليابانيون عينوا وزيرا (للسعادة) فأسأله عن التخطيط الاجتماعي للعالم، فربما يكون عنده الجواب”!!
0 تعليق