من بين ثقوب الأبـواب، والشرفات تطل النساء.. الأطفال يتحلقون حول السيارة، وحماس ملتهب بأن داخلها جن تحركها.. الشيوخ أمضوا نهارا كاملا في الحديث عن القيامة واليوم الآخر لأنه (قرب البعيد ونطق الحديد)!!!!
ذبحوا الدجاج، وسلقوا البيض للسائق الأفريقي العملاق.. عيون كثيرة ترمقه يخطو إلى بيته، في أزقة تلك المدينة الصغيرة..
قالت عجوز كبيرة، أنها لن تركب هذا البلاء للحج ولا للعمرة.. رد زوجها بأنه لا يمانع أن يسافر بها ولو إلى (قندهار)…
• • •
تذكر ذلك، وهو الذي يملك الآن كراجا كبيرا بضم أكثر (الموديلات) التي تنتجها شركات الغرب والشرق..
مسح العرق المتصبب من جبهته.. عيون كثيرة تنتظر الحراج على السيارات.. لعلع (ميكروفونه)..
-“سيارة الكد، والمد.. شرط الراديو بجيب حضيري أبو عزيز.. شكمانين يقطع النفود “بالقايلة” والسواق يقدر يشرب من الأدتير عقب الظهر بالدهناء!!
قال أحد الزبائن معلقا..
-“.. شيء عجيب.. بنزين السيارة كلونيا، والزيت دهن عرابي”!!
وقع المشتري على وثيقة البيع.. عيون كثيرة تتابعه ساخرة وحاسدة..
• • •
في نفس التوقيت، وبنفس المكان كان المشتري السابق يضغط على رقبة الدلال.. وتيار جارف من الكلمات.. (غشاش، ما لك ذمه سيارتك ” صخّنتْ”) على نور القمر “ما هوب بالشمس وبالنفود،”!!
قال الدلال ساخرا..
- “تعلم القراءة والكتابة، وتعال حاسبني على ورقة البيع”!!
نط على سيارة أخرى.. وصوته يهدر “حراج وحدة حراج ثنتين”!!
0 تعليق