كتب في دفتره المدرسي..
على الرغم من أن منزلنا أكبر بيت في القرية، حيث يوجد حوش كبير يضم البقرة، والأغنام، والدواجن البلدية، إلا أن ما حيرني الحديث الدائم عن وقف ثلث البيت بيد جدتي العاقر، وإحدى النخيل الثلاث الذي أجازها المرحوم وقفا، هي الأخرى، ليكون تمرها فطورا في رمضان للصائمين الذين يأويهم المسجد كل عام..
لقد كبرت الآن وأشعر أننا بأسلوب التقليد استطعنا أن ننوع أكلنا من القمح أكثر من وجبة منوعة وبهذه الطريقة عرفنا لذة الطعم دون التميز بالمحتويات الغذائية..
الآن أنا في السن الذي يسمح لي أن أدرك الأشياء بسهولة.. فقد عرفت من خلال دراستي البروتين والسعرات الحرارية في كل مادة غذائية وكيف تتحول السكريات إلى نشويات داخل كيمياء الجسم..
غاب أبي مرة، ومع ذهابه شحت وجباتنا من اللحم..
قالت أمي مرة، أنها لا تستطيع أن تذبح (الصخلة) لأنها بنت عنز طيبة!!
فكرت كثيرا، كان عندنا ديكان يتصارعان دائما، والأكبر هو (الأنصب) الذي لا يحسن توقيت الآذان، حتى أن جدتي زعمت أن سواده، وضخامته تجعله يلبس روح شيطان من الجن!!
حملت الديك الكبير بقفة إلى سوق يوم الجمعة الذي اعتدنا أن يكون اليوم المشهود لكل أسبوع في حركة البيع والشراء..
ما يحملني على الضحك أن أمي الطيبة اشترت ما يعادل كيلو ونصف لحم (هرش) كبير.. وكان حجم الديك يساوي الكيلوين، ولأول مرة أشعر أن العالم استطاع أن يبني مزارع الدواجن، ولكن ديكنا العزيز ذهب بكيلو ونصف لحم بعير (عود)!!
(…..)
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق