في الستينيات، وخلال ذلك المد العجيب والصراع المحتدم في الثقافة العربية، كان المجمع اللغوي في القاهرة جزءا من الدفاع الثقافي للأمة العربية..
في جلسة عنيفة، وأمام زحف، العامية، والتخلف الثقافي ومستحدثات العصر العلمية والفكرية، خرج المجتمعون بقرارات وتوصيات هي ثمرة عمل أعضاء المجمع.
في اليوم التالي خرجت جريدة الأهرام القاهرية وقد نشرت تلك القرارات والتوصيات باللغة العامية المصرية.. وقطعا كان الهدف استفزازيا أراد أن يكمل حوارا حدا بين جبهة ترى في أعضاء المجمع فئة من القاموسيين الكوفيين والبصريين، والذين حذفوا العمر خلف مقاعدهم الكلاسيكية..
في حين كان دفاع أولئك الأعضاء الكبار مساويا في حدته وعنفه للجبهة المعارضة، والنتيجة أننا خرجنا ونحن نحتاج إلى “يارنج” جديد يهيئ الوفاق بين المتعاركين!!
المشكلة ليست في أن يقف العقاد معاندا ليحيل قصائد عبد المعطي حجازي، وصلاح عبد الصبور، إلى لجنة النثر، باعتبارهما لا يملكان المبادئ الأولى للشعر العربي المقفى، لتكون الأهرام طرفا في السخرية من المجمع بكافة أعضائه..
القضية أنه كانت توجد أحياء برمتها في القاهرة لا تنطق إلا الفرنسية أو الانجليزية وسط تلك
المجتمعات المخملية الناعمة..
ومثلها في بيروت وبغداد، وظلت اللغة العربية مجرد لغة للحوار مع الخدم، أو سائق السيارات والمتجولين بالأحياء الفقيرة..
العجيب أن هذه الحمى انتقلت إلى أبناء صيادي السمك، والبادية، والمزارعين، وساكني بيوت الطين.. ورعاه الشاة!!
فهل حقيقة بوجد لدينا متعلمون لا مثقفون! أم أنها مسألة فيها نظر، لا يدركها من يلبسون النظارات ويكون (المرقوق) والأقط و “أطراف الجراد”؟!!
0 تعليق