في الوطن العربي تثار قضية هامة، وهي أن السباك، ومعلم البناء وغيرهما من أصحاب الحرف العادية، أصبحوا أصحاب دخول توازي أساتذة الجامعات، وغيرهم من أصحاب المؤهلات العليا..
المسألة عادية جدا، وصحية، لأن الأستاذية شهادة وقفت على باب الجامعة، وحاولت توريث هذه التقاليد حتى التخمة، في الوقت الذي تناقصت فيه العمالة الفنية، وكان السوق هو الحكم والنتيجة.
المهندس، والطبيب وغيرهما لم يكسد سوقهما، لأن العمالة الفنية المساعدة تمشي في ظلهما، ولذلك كان نمو العمران وتكاثر السيارات وغيرهما مع الوسائل الحديثة هي التي جعلت الحاجة فوق الاعتبارات المعنوية، وأجبرت أن يكون العامل المدرب سلعة نادرة..
الجيد ان هذه القناعة، جاءت بفعل الحاجة، لا بسبل تربوية ارشادية تلقينية، وهذا بدوره سيجعل مستقبل المهنة الفنية عامودا رئيسيا في البناء التنموي..
في أكثر من بلد عربي، تتحدث إلى سائق التكسي ويقول لك بكبرياء، إن شهادته التي في الدرج منحته الوظيفة ولكنها لم تعطه كفايته من العيش.. وأن سيارة الاجرة أجدى من المرافعات القانونية في المحاكم..
مستقبلا.. هل ستفهم أن مكتبا مؤثثا بالكراسي الفاخرة، والهواتف المباشرة، وغير المباشرة، مجرد وظيفة لكتاب يخسرون على مظاهرهم أكثر من دخولهم، وأن (بنطلون الجينز) أفضل من حيث الواقع في ورشة إنتاجية؟!
الحاجة وحدها هي التي ستقول، نعم، أو لا، وصوت الزمن هو أفصح الأصوات وأقواها.!
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق