في جنوب شرقي آسيا تحرص بعض الدول هناك على أن يكون للمعوق عمل يزيح عنه كابوس الوحدة، وعقدة الإعاقة..
فكثير من الصم والبكم يعملون بالحدائق العامة، أو النسخ على الآلات الكاتبة، أو العمـل في المكتبات العامة..
أما أصحاب الاعاقة العضوية كالشلل وغيره، فإن مجالاتهم كثيرة، سواء – داخل “كابينات” الهواتف أو أجهزة الحسابات الآلية في المستودعات الكبرى حين تكون مهمتهم فقط مراقبة المخزون والمنصرف وإعطاء جداول وبيانات عن حركة المستودع اليومية..
المكفوفون من الجنسين لهم وظائف داخل الفنادق، هذا عدا من استطاعت التقنيات الحديثة مساعدته في التعلم، والوصول الى درجات كبرى..
أنا هنا لا أتحدث عن ضمانات اجتماعية حرصت تلك الدول على اختراعها لمواساة أولئك الناس، وإنما الاعتراف بأنهم طاقات عاملة ولم تكن عالة طالما أنها دربت على العديد من الحرف التي تناسب ظروفهم وأوضاعهم..
في بلدنا استطعنا تكوين معاهد متعددة لهذه الغايات ولكن التوجيه ظل ضمن مفهوم أن المعاق يجب أن يحصل على وظيفة فقط، دون الاعتبارات لتناسبها مع مقدرته الذاتية، وعطائه..
لنأخذ مثلا الأشخاص غير المبصرين، الكثير منهم يصلحون أئمة مساجد لو دربوا على حفظ القرآن ومصطلح الحديث والتفسير وغيره في الأمور التي تتصل بهذه المهمة الشريفة..
ولأننا أيضا نشكو من قلة المقرئين فإننا قد لا نعدم من يتمتع بالصوت والترتيل لوظائف المقرئين أو معلمين بمدارس تحفيظ القرآن وغيرها..
المسألة تحتاج إلى توجيه.. وعندها لن يكون هناك شكوى أو من يحتار بحل هذه الشكوى..
0 تعليق