قال معاتبا زميلا له:
- “… لم تعد أيام رمضان تتصف بتلك البساطة الجميلة التي يلتقي فيها أصحاب البيت الواحد على (دلّة) وتمر، والعشاء الميسور من الطعام، وبعد صلاة العشاء ينتشر الصغار في الأزقة أمام أنوار الفوانيس ليحتفلوا بشهر رمضان كعيد تتجدد أيامه ولياليه”..
رد قائلا.. - “إذا كان قصدك المظاهر الزائدة عن حدها، والإسراف الذي يصل إلى حد الاستنكار بالأكل وفرد أشكال الأطعمة التي أصبحت تقليدا أكثر منها حاجة، فإنني أوافقك..
أما إن كنت تريد العودة بنا الى ما عرّفته بالبساطة، فإن الظروف اختلفت، وأعتقد أنك تغرف من فراغ إذا اعتقدت أن الناس يمكنهم العودة إلى وجبة الإفطار التي لا تتعدى القهوة والتمر، وشيئا من الأرز أو الطعام المشتق من القمح”!!
قال معقبا.. - “وأدرك أن الناس لا يمكن أن تتخلى عن مكاسب امتلكوها، وإلا فإنني، وحسب فهمي لقولك، كأنني أنادي باستخدام الكي ومركبات بعض النباتات في العلاج بدلا من المستشفيات الحديثة، او استخدام ظل الشمس في معرفة المواقيت بدلا من الساعة الالكترونية..
الموضوع الذي أقصده أن مظاهر الفرحة والتلاحم بين الأغنياء والفقراء وغيرها من تلك المسرات التي يحتفل بها الصغار والكبار طبعتنا بطابع المدن سريعة الاستهلاك والركض إلى عالم متغير”.
قاطعه..
“ولماذا لا تقول إن من بعض مظاهر الفقر الفرحة الصادقة والتلذذ بكل شيء”!!
قال وهو يصافحه مودعا.. - “كل عام وأنت بخير”..
0 تعليق