المحروس يغيب عن المدرسة، ينفر من خشونة الحفظ، والقبول بنظريات وقوانين العلوم..
مدير المدرسة يبعث ببرقية خطية عاجلة إلى سعادة المدير العام والد الطالب، يخطره أن هذا هو الإنذار الثاني، الذي قد يعقبه الحرمان من الامتحان..
الأب المبجل، والذي تهز نفسيته أبسط الحالات المنزلية كان على غير استعداد لسماع أي شيء، ولأن الأم هي التي في بؤرة اللهب، اختارت وقت ما بعد الغداء الدسم، والقيلولة الهادئة، لتقدم للوالد الحنون صيغة الشكوى..
تناول المظروف.. قرأ، وتفتقت عبقريته عن حل رائد..
بعث المظروف مع خطاب اعتذار بمشاغله التي تمنعه من مناقشة ظروف ابنه، وإنما ينوب عنه السائق الحريص على مصالحه واخوته الآخرين!!
مدير المدرسة اعتبر هذه الحالة نكتة ساخنة تستحق روايتها في فسحة ما بين الدروس، وبحكمته كمربّ تهمه سمعة الطالب والمدرسة قام هو بدور المنذر والمحذر للطالب.. وإلا..
المحروس تمادى بالغياب، وتفسيد الطلبة في الفصل، وهو الخيار النهائي لمدير المدرسة بطرده، ومعاقبة أنصاره..
أخطر الأب الحنون بذلك، وبمحضر موقع من هيئة التدريس بثبوت كل الوقائع والإنذارات التي لم تستجب لها عواطف الأب المشغول..
وسعادة الأب المشغول لم يناسبه هذا التعدي الصارخ على قيم ابنه وسمعة الأب المدير العام..
داس على أزارير مكتبه الخاصة بغرف الخدم والمراسلين، والسكرتير الشخصي لسعادته..
تجمع حضرات السادة متحفزين لضربة خطيرة من ضرباته.. خبط المكتب، طالبا من السكرتير قراءة محضر مدير المدرسة، وتلاه ببعض الشتائم الحادة..
قال جزاه الله الإحسان مخاطبا السكرتير الشخصي..
- “أعد محضرا مضادا بإحالة مدير المدرسة إلى مجلس تأديبي ولفت نظر المدرسين الآخرين بجسامة هذا التصرف الأحمق”!!
السكرتير الشخصي.. قال معقبا.. - “المدرسة تابعة لهيئة إدارية لا نستطيع أن نملي عليها تصرفا كهذا”!!
انفجر غضب الأب المبجل قائلا لسكرتيره.. - “.. وأنت أيضا مطرود مع قافلة (….)”!!
النهاية الصعبة أن المحروس سقط وانتهى ضيفا على مراكز الشرطة!
0 تعليق