كان لنا من (أيوب) سمة حين حبسنا أعصابنا أمام من يفتحون أفواههم بالعرض والطول، يخلطون ألوان الطيف في ملابسهم وأحذيتهم، ويتمايلون مع العود والجوقة ينعقون علينا بأصواتهم.. وقلنا وقتها للسوق بائع ومشتر، ومادح وذام.. وعرفنا أن الذوق مسألة صعبة تنمو مع وعي الناس..
ثم جاء الممثل النجم، مع التحفظ على الكلمة الأخيرة. ووجدناه ينتقل من أضواء الصفحات المحلية الفنية بهديه فنان، إلى الصعود أفقيا، إن سمح المتمنطقون، وفجأة وجد اسمه في لوحات الإعلان على مفارق الشوارع والطرق بالقاهرة تلوح صورته وعنوان الفيلم، أو المسلسل الذي سيكون مفاجأة الموسم.
ونضغط على حواسنا وأعصابنا، لعلنا نجد ما عجزنا عن قبوله في شخص وأدوار هذا الممثل، بكل ما تعنيه أسرار هذه الكلمة.. ثم يتم العرض.
سيدنا الذي لا يتمتع بنقطة دم واحدة خفيفة، أو جزء من مليمتر من وسامة، نشاهده البطل الذي يحتكر الأدوار، وبقية الممثلين المشهورين مجرد (كومبارس) ونضحك أكثر حين نعاين ابتسامات الممثلات حين انطبع عند الممثل أنه فارس الأحلام، والعشيق.
ونعاين النص الذي تختلط فيه جميع رذائل الكوميديا، مع التراجيديا والدراما.. ثم نشرب على ذلك كله قطرات ماء نبل بها حلوقنا من هذه الجنائز المتحركة، التي قام ممثلنا العظيم بتصديرها مع مهاراته ونقوده التي جمعها، ليكون، ولو على الشاشة الفضية، بطلا يحقق من خلاله فرض ذاته على المشاهدين..
الشيء المضحك، أن العبقري تثور أعصابه. ويوجه الاتهام الصريح للصحافة والمشاهدين، وكل من توترت علاقتهم مع ذلك النص ويدعي بأنه مظلوم بغباء الآخرين.. وساعتها نتسعط رائحة الذنب الذي جنينا بعدم إدراكنا وفهمنا للرجل القدير وتكر الرحلة ليخرج مذنب جديد في سماء الفن ويتشكل دور البطل والضحية، ولكنها هذه المرة مع الممثل والجمهور ونكون الخاسرين جميعا في هذه الرحلة العظيمة.
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق