حرك حاجبه الأيمن الذي يعلوه «عقال» بوزن رطل انجليزي.. ناول المحرر ورقة كتب عليها «خربطة» سماها شعرا نبطيا.. ذيلها بتوقيع «الأديب الشاعر فلان»!!
لم تكن هذه مفاجأة المشرف على الملحق الأدبي لأنه تطوع أكثر من مرة، وقرأ، وترك الكثير، لا لأن هذا الملحق قطعة أرض بموقع ممتاز محجوزة لمليونير نسي صكها في دولاب النقود!! إنما هي عادة أي محرر يتعامل مع القارئ، وصاحب الطموح، أي كان..
تذكرت ذلك المرافق الصيني الذي يتصرف بالعربية وكأنها اللغة الصينية..
فالعصر العباسي يسميه «العصرية العباسية»!! وأبو نواس «الشاعرة نواسة»!!
ليست القضية تتعلق فقط بالاثنين المذكورين إنما هناك من يقول عن صفحة «خزامى الصحراء» «خازامى الصحاري».. والعبث وحده لا يتصل بالمذيع الذي لا يفرق بين «الزلفا» و«الزلفي»!!
نقص الثقافة مشكلة، والتماس الوعي ولو من الراديو بقيت مأساة كثير من الشباب..
عمل مرة مناظرة حرة بين طلبة مدرسة ثانوية عربية.. سأل المدرس..
- «أين تقع الأردن وما نوع نظام الحكم فيها. ومن يحكمها»؟!
- رد الطالب النجيب..
«الأردن في افريقيا، ورئيس جمهوريتها نهرو»!!
• • •
صديق كان يسامر زميلا له، ويقرأ عليه قصائد الشاعر المصري «أمل دنقل».. يعالج القصيد بحداثة اللغة والجرس الموسيقي.. وحتى نبرات صوته كانت تحرك الوتر الفاتر إلى نغم حي جميل..
الزميل أعجب بالإلقاء، وحركة الشفتين وهزهزة الرأس.. سأل صديقه الملقي..
- «وأمل دنقل» هي الممثلة التي خرجت حديثا في الفلم المصري الباطنية»؟!!
بعصبية وعنف «وقلة خاتمة» – وبعد أن أطبق الديوان ونشوة القصيدة ماتت على شفتيه.. - «لا وأنا أخوك هذي دفافه بعرسك.. غربلك الله ما تفرق بين شاعر رجال وممثلة؟! الظاهر إننا نرسلك لمكافحة أمية الشعر بالبريد العاجل والأكيد»
0 تعليق