جاء يزبد ويرغي، تختلط عليه الألفاظ والمعاني، ولأنه بثورته الدائمة التي تشبه هياج ثور جذبته الألوان الحمراء، لا يمكن التفاهم معه إلا بعد زوال العاصفة.. قلت:
- “يبدو أن حالات التوتر أنستك وسيلة التعبير”..
رد مباشرة.. - “.. نعم.. نعم.. يقولون إنه إذا وجد المغفلون نجح سوق المحامين”!.
قلت.. - “.. وهل دخلت شبكة القضايا المعلقة”؟!
قاطعني.. - “.. لا.. التغفيل المعلق”.. ثم أردف..
- “تصور أن نسلخ من عقولنا قرونا طويلة، ونبدأ نعيش حالة فقدان الوعي”!.
سألته.. - “.. وما القضية”؟!
رد متبرما.. - “صار عندنا وصفات عظيمة لكل مرض.. فالبنزين دواء للدود، والزيت المحروق للجروح الغائرة، وزيت (الفرامل) للبهاق، ومنظف “الفلاش” للأسنان، والحبر لأمراض الحساسية.. وعلى هذا بدل سن الحمار بسن غزال”!.
ضحكت.. قلت.. - “سوف تكون محطة البنزين هي الصيدلية”؟!
عقب.. - “والأطباء عمال البنشر وتغيير المحروقات”!.
- “إذا يعجبك الوضع افتح عيادة”!.
رد بخبث.. - “.. على أن تكون المريض الأول فيها”!.
ضحكت.. ثم صافحته مودعا!.
0 تعليق