قال يخاطب صديقه الذي بدأت عوامل التضخم على جسده الكبير تظهر بشكل غير عادي
- “من ير كرشك التي تهتز أمامك يشعر أنه أمام منظر (غسالة) شحنت بملابس للأطفال الرضع.. وحتى صدرك المتماوج أصبح يحتاج إلى (حمالتين) حجم الواحدة منهما (طاقية) الملاكم العملاق (اندريه)!!”
ولأنه تعود على وقاحة صديقه، فإنه لم يحاول جز خصلة من شعره بأصابعه الغليظة، أو نتف أحد شاربيه.. قال معقبا بكبرياء.. - “لقد استعملت الصابون الممزوج بعسل النحل.. حدثتنا عن فضائل المبيدات والمطهرات، ومن ير منزلك يعتقد أنه في مختبر للكيمياء، ومع ذلك فإن زياراتك للأطباء، والبحث في الصيدليات عن أكاسير جديدة لإطالة العمر، ومرض المفاصل ولجج الأسنان، وحموضة المعدة، جعلت من ينظر إليك يعتبرك من فصيلة دم خليط بين أضعف الحيوانات، وأضعف الناس”!
في تلك المناسبة، لم يكن صديقهما الثالث عضوا في هذا المزاح الخشن، ولكنه يعرف كيف يظل وقود المعركة مشتعلا.. علق قائلا.. - “مثل هذه القضية لا تقاس بالأحجام، فإذا كانت المتانة رمزا للبلادة – حسب رأي صديقنا – فإن نحافته تجعل مستقبل مواليدنا وأجيالنا مخيفا بسبب تعدد أمراضه، وسوء تغذيته”..
صفق المتكرش لهذه الملاحظة، ولكن الصديق النحيف حول الهجوم إلى الطرف الثالث قائلا.. - “نحن نشكل قطبين متحادین، لكننا، غريزيا، ننتمي إلى قطاع الأسوياء، ومن يرك بهذا الطول يخضعك لقانون آخر، وأفضل أن تعيش بين الأقزام لتشتري من معارض الأطفال سراويلك وأحذيتك، وتأخذ معهما علبة حلاوة تسكتك عن مضغ لبانتنا المرة”!..
انتفخ المتكرش مرة ثانية ولكنه قطع الكلام بتصفيقه الحاد يطلب وجبته لما بين الوجبتين، وليسحب نفسا جديدا، قبل ساعات الشخير التي تسبق الجولة الأخيرة لطعام المساء..
0 تعليق