الغبن المعنوي، هو أن تجدك خارج ذاتك مبتورا من كل اتصال حر بالحياة!
والغبن المعنوي حالة تموت فيها أركان الزمان والمكان، وتتحدد المشكلة في عملية التراجع الدائمة أي الانفصال عن اي حركة تثمير في اللحظة التي تسكنك..
الكلمة – مثلا – حركة في الوعي، واللاوعي، وهي متوترة دائما، يصبغها الشاعر بدم الوجود، ينثرها غناء وألما، ويصيرها كذات عليا في الحب.
بينما هي في حقيقتها ليست أكثر من أداة ترمز إلى معنى حسي، أو خارج إدراك الإحساس لكنها في الكلية العامة، تستوطن حالات الإنسان، لتزيد مدة الغبن المعنوي عاملا مكثفا، تنمو في ثناياه مركبات الألم.
ومثل كل القيم المادية، والمعنوية التي تخضع للنسبية فإن حالة الغبن تقع في المنطقة الوسطى بين حالات التوتر..
فالمسببات قد تتصل مباشرة بين البيئة بكل مؤثراتها الاجتماعية والمكانية، وبين المخزون الذاتي من آلام وأفراح وانفــراج، أو تضييق على هذه المساحة المتحركة والراكدة في النفس البشرية.. الذي يطلق النار على مدير مصرف في أي بنك في مدينـة أوربية، بدافع السطو، هي نفس الحالة التي تقمصت شخصيـة (هنمجوي) ليطلق النار علـى نفسه بقرار ذاتي، يدفعه الاحساس بأنه غير ذي جـدوى لنفسه أو للآخرين!
ومهما اختلفت الوسيلة في التنفيذ، فإن الغاية تنتهي إلى التصور بأن الحل هو في اقتراف الجريمة لتعالج جريمة حية في الزمان والمكان!
وهنا تكون حالة الغبن سوقا مشتركة، صالحة لاجتياز حدود الجمارك، والتهريب المعنوي، وبيع كافة السلع الممنوعة، وغير الممنوعة، وهي أخطر المتفجرات في وطننا العربي، الذي تلقحه الرياح، ويتناولها غذاء مع وجبات الإفطار والعشاء، وكل عروض التلفزيون والسينما..
إن المرافئ التي يجب أن ترسوا عليها هذه الذات المأزومة باقية بدون بحار، وحتى أرض، لأن الصيادون في ألف شارع ضيق وهم في وطننا العربي في كل شبر من الأرض والسماء!
المبني للمجهول!
المبني للمجهول!
مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...
0 تعليق