لا أدري كيف ستكون قدرة الإنسان أمام الكائنات الأخرى لو أعلنت وحدتها أمام جبروته على الكرة الأرضية..
«برتراند رسل» يقول: «إن الدولة العالمية ستقوم إذا وجد الإنسان أنه في خطر أمام زحف أحد كائنات الكواكب الأخرى على الأرض».
ولكن الفيلسوف البريطاني لو أشغل خياله، وتصور أن يقوم تهديد داخلي للإنسان على هذه الأرض من الكائنات القائمة معه.
مثلا أن تتحد عوالم المحيطات والبحار، او عوالم الماء كلها، من سمك وشجر وماء وحيوان وتعقد حلفا قائما مع اليابسة والرياح والأمطار، واتحاد (فدرالي) مع الأنواء، والشمس والقمر..
وشبه اتفاق مبـدئـي مـع «المايكروبات» والأشعة والموجات الهوائية، ومشتقات الحياة من «اوكسجين ونتروجين» وتعلـن الحرب في يوم ما، وبالتوقيـت الزوالي.. ولكن تنفرد واحـدة فقط لتبقى على الحياد وهـي «البكتريا» وتعلن مصطلحا آخر للوفاق على هذا الكوكب الصغير!
قطعا سيكون الإنسان أعلـى الكائنات عقلا ولكن حماقاتـه، ومسلسل الرعب الذي يبنيه لفنائه ومعه هذه الكائنات قد يكون هـو أكثر الموجودات إعلانا للحـرب لعدم وجود التوازن بين القوى ولكن وسائله ستتعطـل طالما أن القوى الطبيعية كلها ضده ومعهـا مفاتيح حركة قوتها..
سنتفاءل بأول عالم يلتقي عنده السود مع البيض والفقـراء مـع الأغنياء، وسيتخذ قرار بالاعتراف لأول مرة أن الإنسـان متآخ ومتضامن مع نفسه.
ستقف الحروب الإنسانية والمجاعات وتضيع الحدود حتى بين القارات وستقفل مكاتب الجوازات والتمثيل الدبلوماسي.
الدولة ستكون واحدة، وكذلك الجيش، والاقتصاد، وتفتح خزائن القمح ومستشفيات الأمراض المستوطنة والطارئة، وتوحد برامج البث والتعليم، ويقضى على الأوبئة وربما نعلن اتحادنا مع كواكب أخرى – إذا وجد من هو بكينونة الانسان وعقله -.
ولكن بمجرد خلاف لتلك القوى الطبيعية وانفصام وحدتها سيعود الإنسان لغريزته الحيوانية ليقود الحرب من جديد على أخيه الإنسان وتبقى تلك الوحدة مجرد « خذرف لوجيا »!!
0 تعليق