درس الحساب، وثلاثة الأصول والمفرد العلم في بداية المدارس الرسمية..
قالت جدته..
- لقد علقنا (بيرق) ختامك القرآن على يد الشيخ علي في زرنوق البيت!!
تضاجعه الحسرة، وهو يراجع لابنه الصغير دفاتر السنة الرابعة الابتدائية..
يتذكر.. كيف خرج بهم المطوع (علي) إلى أقرب (حزم) ضحى يوم جمعة، وأمهم لصلاة الاستسقاء وكيف أن الله استجاب ونزل المطر!!
تضحكه تلك التسمية التي لقبته إياها جدته وعرف بين أهل السوق بــ (شليويح) وهو البريد المستعجل لأي رسالة من العائلة الكبيرة..
وحتى لا ينسى (الوصاة) تربط أمه طرف غترته أو الخنصر والبنصر.. ولأنه قد غلط في إحدى الرسائل حين حمل لحمة فخذ الأضحية لعمته بدلا من خاله، وكيف سقط زنبيل الرطب (السلج) وهو عائد من بستان النخل القريب.. فإنه لم يكررها مرة أخرى.
• • •
قطع عليه أحلامه ابنه الأكبر الذي جاءه يجرجر خطاه حسيرا..
بادره الأب بنظرة من قرأ بفراسته سره.. سأل الأب..
- (أنت ابن عصرك وعليك أن تفرق بين الحنظل والتفاح)!!
يقاطعه الابن.. - (لكن «يابوي» المدرس)
- (قصدك تقول انه هو السبب في سقوطك)؟!
- (لا.. وإنما الذي سقط هذه المرة المدرس نفسه)!!
- (لا بد أنه سقط من الدور العلوي للمدرسة.. أو امتحان الوظيفة)!!
- (أبدا.. وإنما في امتحان الكلية المتوسطة.. أجاب عن نجوم الكرة والفنانين.. وأنواع السيارات و(طواقي الزري).. وإنما بالمقابلة الشخصية أعطى صفرا على صفرا بالمواد التي يدرسها)!!
ينحني الأب يغلب ابتسامة أليمة - (قبلكم سقط العرب في الأندلس.. والله يكثر خير ثقافة الكورة ويذكر بالخير المعلم.. والمتعلم) !!
0 تعليق