بسط الأطفال بضاعة العطلة الدراسية.. «بليلا وآيس كريم» وشراب «التوت»..
اصطف الصغار يأكلون بأوانيهم وملاعقهم الصغيرة، وحكايات المدرسة والكورة هي الحديث البريء على طرف الرصيف!!
شعر براحة، وهو يراقب صغيره بينهم.. لم يستطع أن يمنعه أن يجاريهم في البيع والشراء، وحتى مقاسمتهم الطعام..
تسحبه الذكريات بعيدا “المشراق” بالشتاء وحلقة الطلبة على الحصير كل بيده كتاب القراءة..
مرة كان قرينه «حماد» يفصفص حب «القرع» المطبوخ بالملح.. دعاه المعلم، سأله..
- “وش تاكل جعلك الدغله»؟!
يتلعثم.. الكلمات تخرج مقطعة.. تزوغ نظراته بين «الفلكة» والعصا الغليظة.. يعرف المعلم جيدا أنه لا يمزح بهذه المواقف.
في وسط الباحة الصغيرة (فرش) أمام الطلبة.. انعزل عنهم «حماد» ثلاثة أيام، تداويه أمه بالماء الحار والملح.. وضعوا الكمادات على قدميه ليعود ثانية للحلقة «ولدا مؤدبا»!!
• • •
يلتقيان صدفة في اجازة العيد، في تلك القرية بعد فراق طويل.. یهمس بأذنه “حواس”
- «حماد.. لقد تغيرت.. يبدو أن النصف السفلي منك يحتاج إلى «سمكرة .. وتوضيب»!!
يضحكان لأول مرة بصدق عاطفة الأيام الخالية.. لكن «حماد» يعرف سخرية «حواس» ينبش دواخله .. - «ولكن لم تقل قصة «دفتر العود»!.
- «خل الميت يروح بذكره الطيب»!!
يصر حماد، إلا أن يسمع «السالفة»..
يطوي «حواس» ابتسامة حاول أن يخفيها.. - «لقد فتحت دفتر الوالد.. وهو سجل اليومية لبضاعته.. أكثر ما شدني بعجب تلك الرسومات الغريبة سألت «العود»..
- «قل لي يبه.. وش سنع صورة المخلب، والمنارة والسكين»؟!!
يرد «العود».. - «قلت إنك ولد جاهل حتى عقب الدراسة.. اسمع.. «أما من طرف المخلب فمعناه أن شافي الفلاح عنده ريال ونصف.. والمنارة كذلك أعرف به دين المذن أبو سعد.. والسكين – إذا ما أنت عارف – فهي عند القصاب ناصر سبعة عشر قرشا..»!!
يسأله حماد.. - «لا والله إلا أبوك دارس مع الفراعنة «الهيروغليفية»
- «لا تطنز. أبوي أحسن من أبوك اللي طبخ الغراب بالدلة»!!
0 تعليق