بطبيعته الطيبة التي لم تزيفها المدنية، وقف بقامته الطويلة يصحبه اثنان من جماعته.. سأل بدون
(بروتوكول) إداري أو رسمي..
- (وين مدير الأدب)؟!
ولأن مسألة مدير في الجريدة كلمة مركبة، ومتوازية أحيانا لا تتحمل الصفة الإدارية لما اعتدنا عليه في الإدارة الحكومية أو الشركة..
تحركت شفة الجالس على المكتب.. قال.. - (لا يوجد مدير للأدب.. ولكن هناك مشرفا على الملحق الأدبي)..
وببرودة متناهية.. - (ابي – سلمك الله – مدير الأدب الشعبي.. عندي قصيدة ودي ينشرها)!.
ولأن مدير الأدب الشعبي أخذ بريده وخرج !! قال: - (يمكنك أن تعطيني. القصيدة لتسليمها له)..
هو لا يؤمن الا بمصافحة اليد مع اليد، والوجه مع الوجه. - (يا سلمها بيده وإلا ارجعها)!!!
• • •
تلك الحكاية تتكرر دائما وهي صفة هذا المواطن الذي تميز عن غيره بأنه لا توجد بينه وبين الآخرين سقوف أو حواجز.
ذكرتني بذلك المسئول الذي وقف أمامه مواطن جاء من البادية يسأل عن دواء (للجرب) . سأل الفراش
- (وين المدير)؟..
تثاءب الفراش سحب طرف شماغه المتسخ.. رفع طرف نظارته المقعرة.. - (المدير بآخر السيب.. لكن تراه ماهوب فاضي)!!!
يدفع الباب يطالع المكتب الكبير وحشداً من الموظفين على طاولة الاجتماعات
يسأل: - (وين مدير الحيوانات)؟!
يبتسم المدير الجميع يكتمون ضحكة جماعية.. المدير - (نعم.. ماذا تريد)؟!
- (نبي طبيب الدبش يطلع يعالج الغنم والأباعر.. المرض هدنا)!!
الزيارة تنتهي صباحا.. ولكن اسم مدير الحيوانات صارت لقبا لم ينته إلى اليوم!!
0 تعليق