يوزع شكه على جميع الناس.. تفترش وجهه ابتسامة عريضة يشوبها الحزن العميق..
يحب الربابة، (وأم كلثوم، وفيروز، وعوض دوخي).. تسلم أول راتب له، كما يقول، ثلاثين ريالا فضة.. عولجت رضوض يديه بالتجبير البلدي.. فصد وحجم بعض شرايينه.. وفي العصر الحديث لا يعجبه من التلفزيون الا الأفلام الكرتون)، وأحاديث الشيخ علي الطنطاوي)!!
جلس على قارعة الطريق معه كيسه الصغير المحشو بالرماد والفحم والتراب والذي يحمله دائما بدون إبداء الأسباب!!
قالوا عنه مجنونا” وحكيما، وساحرا، واختلطت الآراء حول هويته، وما تعنيه تصرفاته الشاذة، عاش بين الناس ساخرا من كل شيء، وشاعرا سليط اللسان، يطلق ألقابا صعبة على كل من يتعرض له بسوء..
يوما ما، وعلى مرأى من المارة، سحب كيسه. أشعل فيه النار.. فتش في جيبه عن شيء ما.. جذب خرقة صغيرة طوى عليها شعر … ألقاها فوق اللهب.. فاق من غفوته.. أدار رأسه على الواقفين عن بعد أجبرهم فضـولهم على تحري النتيجة..
تنحنح ثلاثا.. بصـق تحت قدمه ولم يفارق مكانه إلا بعد صلاة المغرب..
• • •
عاش بين الناس رجلا طبيعيا يتعاطى علاجهم بالأعشاب والكي، ويعلمهم أين يحفرون آبارهم، يقص الأثر، ويتحدث عن نوء (النثـرة، والهقعة) وما بينهما من فصول الحر والبرد!!
قبل سنوات قليلة وجد ميتا في جحره الذي يدعي أنه بيت، وكل ما وجد، بعد التنقيب عن (خزن) الذهب والفضة، ورقة نحلت خطوطها لفها تحت وسادته قالت كلماتها.. ولقد عطست مرة واحدة في حياتي!!
0 تعليق