ربطت طرف غترتها لتتذكر حاجتها التي سوف تقضيها من السوق العام، لأن سنينها الستين ذهبت بالذاكرة.. وقفت تسأله عن لفة من “البلاستيك” قال..
- “يا خالة .. هذي سمط.. ما هي اكياس نايلون”..!!
فتحت اللفة فرشتها على الأرض ضحكت وهي تشاهد بنتها تلفها بعد الغداء لترميها في صندوق النفايات.. قالت معقبة.. - “حتى الرفلي صار لها سماط”!!
ضحك حفيدها الصغير..
سألها.. - “والثلاجة، والمروحة والمكيف.. وغرفة السفرة، وكنبات المجلس تعتقدين أنها بيت الخرقاء؟!
لملمت أطراف ثوبها.. نظرت إلى أظافرها المحناة.. قالت معقبة..
-“خلصنا من الرفلي، وطحنا بربوة الخدامة”..
وحتى يستثيرها.. قال.. - … والخدامة بوذية.. وترطن انجليزية!
سحبت شيلتها لتغطي مفرق شعرها الأشيب..
قالت.. - “يا ولدي أبوك ما عرف كبود الدجاج تقلى له مع الفطور بزيت الذرة، ولا
طحن لحم الغنم حتى لا يضر معدته .. ولا رجع به السواق من المدرسة، وفرشت سريره الخدامة، وشرت له أمه الكليجا من البقالة ..
أنتم يا وليدي بيض بصحن لو يميل طاح وتكسر»!
قال ساخرا،، .
“والخدامة..”؟!
قاطعته.. - مرضعة.. وطباخة.. تغسل وتكوي، وتعلمت أنت واخوانك منها الأكل بالملعقة والسكين، وباقي تجيب لك مرق الهوا تغمس به قرص عقيل..!!
- .. “وعقيل وش يصير.. سواق عند الجدة”؟!
قالت.. - “خباز في البر يشوي القرص بالملة.. وإذا ما عرفته.. دور حفيظة نفوسه عند ابوك”!!
0 تعليق