كبير المحررين!

غرابيل | 0 تعليقات

كبير المحررين في مفترق الطرق، يشعر أن واجباته العملية والمعنوية خارج طاقات البشر وتقديرهم..
يحدثك عن (بروتوكول) جلسته مع رئيس دولة أجنبية كيف يجعل سامعه مأسورا لحد ارتفاع النبض حين يدلي بكلماته الشاعرية، وسحره البياني وقوة حجته حتى فيما يستعصي على أكبر راصد للأحداث وتنبؤاتها..
كبير المحررين ينفصل كلية عن عالم المحيط به، حين ينوي كتابة موضوع أو يثير قضية تترجمها وسائل الإعلام الناقلة والمتصنتة حتى تطير آراؤه وتصريحاته إلى الآفاق الكونية..
مقاله في الصفحات الرئيسية من الجريدة على عشرة أعمدة، واسمه معلق على أعمدة الحكمة السبعة..
يقول إنه محاضر في نادي الصحافة الدولي في أمريكا ورفض مرة دعوة من هذا النوع لغلط في نظام الدعوة لم تلاحظه دبلوماسية ذلك البلد..
كبير المحررين فقيه في القانون الدولي، والعلاقات الدولية بجيد السنسكريتية، والهيروغليفية، يستنطق حجارة الأهرام، وأثار مأرب..
وفي علم الأجناس والحيوان عنده بحث وصل فيه إلى معلومة خطيرة أن الضب جزء من فصيلة التماسيح، ولأن المد المائي الذي انحسر عن الصحاري في عصر التكوين الثالث، جعل الضب ينكمش ويتعايش مع بيئته الصحراوية..
يملك كبير المحررين خطا أحمر مع (ريجن، وغورباتشوف) – ويرفض تماما مقابلة ما دونهما من شخصيات عالمية..
قيل أن أزمة نشبت بينه، وبين السيدة ثاتشر على غزو جزر (فوكلاند)، ولكن التصحيح الذي وصل خطيا من رئيسة الوزراء البريطانية أزال الموجة الغابرة من الشك..
كبير المحررين عمل أزمة دبلوماسية حين حضر حفلا كبيرا من وجهاء بلد أجنبي لأن أحد الحضور نسي ربط حذائه، وهو الأمر غير المشرف للحاضرين..
كبير المحررين عنده حساسية وقياسات للأحداث تفوق مقياس (رختر) للزلازل.. شيء واحد فقط لا يعلمه أحد، وهو أن كبير المحررين وجد بعد سنين من تلك الأشباح التي تقمصته محررا على
جدار مستشفى المجانين يصحح آخر بروفة لمقال لم بنشر بعد !!

مقالات مشابههة

المبني للمجهول!

المبني للمجهول!

مصادفات متعددة جمعتني به.. محاور هادئ يبحث عن اليقين في الأشياء وربط كل حدث بعوامله المباشرة وغير المباشرة..قال مبدياً وجهة نظر صحيفته.. "… أشعر حين أقرأ لاسم مستعار بأي...

(ديوانية) أبو فراغ!!

(ديوانية) أبو فراغ!!

استوردنا لسوقنا المفتوحة أنماطا جديدة من الاتكالية، والتي لم تعد (برسم البيع) للمفلسين فقط، وإنما تعودنا أن نكرر ألفاظ "لماذا لا يكون، ويجب أن تكون تلك على هذا الشكل".....

الطيبون!!

الطيبون!!

بعد أن وصـفـنـا بـبـرامـيـل (البترول) وأصحـاب الـتـرهـلات المتدلية من الذين يجرون وراءهم المحظيات، صرنـا طـعـامـا وشرابا للدعايات الجديدة..أوروبا تمتلك عداوة ضد الكرة...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *