قال يسبقه صوته الراعد..
- (قبلنا أن نرى مداينا يقرأ في كتاب “إزالة صدأ القلوب” وأمامه صندوقه “التجوري” ومهفته، وجلسته المتربعة على بساط عتيق في “الجفرة” وعيناه زائغتان تنتظران صيد المساء، وما بين الكتاب وصاحبه من تناقص يثير العجب)..
رد صاحبه معقبا..
-“وأعجب منها أن تصبح مؤسسات تجارية لها علاقة ببيع المواد الغذائية لتجد على علب محفوظة، أو (کراتین) مغلفة نصف أسعار الجملة، ومطروحة للتخفيض، ولا يدركك العجب إلا إذا علمت أن تاريخ عدم الصلاحية ينتهي بعد اسابيع وعلى الاكثر أشهر قليلة”…
تنحنح.. فرك مسواكه الغليظ بين ثناياه التي أكلها السوس.. قال مقاطعا.. - “يبدو أن أفضل وظيفة يجب أن ترفع عليها أن تكون في ادارة مكافحة الغش التجاري، لأن لك فطنة خاصة تشبه حذر الغربان من خيال الإنسان”!! قطب صاحبه جبينه أخذ موقفا آخر..
قال بحدة.. - مثل هذا الموضوع لا يعجبك لأن كل مبيعاتك ومنذ أكثر من نصف قرن، بشوت، وعبي، ودهن العود، والعود، وهذه لا تدخل في سلسلة التجارة المتحضرة التي تقدر قيمة الموديلات والأزمنة لكل بضاعة، ويصبح عندها تنزيلات في كل موسم،!
أعاد ضحكته الصاخبة التي ملأت “قيصرية” الديرة قال: - (.. ومع التخفيض ” نركب مسجلات” على كل دكان يحرج بلاش حتى يختلط صوت أبو سعد، مع صجة، ولجة أم بدرية.. ويا سلام يصير سوقنا عرضة ورجسة.. قم.. قم يا ولدي دور علومك عند بياعين الكلونيا، وخل كحكحة والشياب في دكاكينهم)!!
0 تعليق