تحدث برغبة الناصح والناقد قائلا:
- “أنا لا أحسدكم على نعمتكم، ولكن لتسمح لي أن أبدي بعض ملاحظاتي على سلوككم الاجتماعي..
مثلا في بعض منازلكم ما يزيد عن حاجة العائلة بالغرف والصالات وتوابعها من اضاءة ومكيفات وأثاث..
وفي كل بيت أجد التقليد الغربي واضحا.. “أكنب” وطاولات وتحتهما سجاد فاخر، ودولاب للتحف والتليفزيون، ومع ذلك يظل هذا الصالون، الفاخر مغلقا لا يفتح في العام إلا مرتين أو ثلاث مرات، لأنه يوجد بديل عنه مجلس عربي يتناسب وتقاليدكم ونوعية ملابسكم وطقسكم..
أسواركم العالية مزروعة بالمصابيح، وقد تضاء طيلة العام أو تطفأ لنفس المدة إضافة إلى هاتفين أو ثلاثة في كل منزل، وهو نوع من المباهاة، أو اسمح لي أن أقول إنه نوع من التبذير الحاد”!
قلت معقبا.. - “قد تكون هذه التجاوزات محدودة قياسا للأغلبية، وهي مسألة عابرة سوف يعالجها ضغط
فواتير الكهرباء والماء والهاتف وغيرها..!!
رد بانفعال: - “المسألة لا تقتصر على المنازل، أو السلوك العائلي وحده.. خذ مكاتب رؤساء الأقسام والمديرين وغيرهم في المؤسسات والشركات تجد نفس الأثاث، ومعه مكاتب مهجورة للاجتماعات الدورية إن وجدت وأكوام من الملفات تختزنها دواليب أو مكاتب شبه مهجورة أيضا أضف إلى ذلك مستودعات اللوازم الجديدة، ومخازن الرجيع أو التالف.. وهذا الأمر يدخل في الاعتبار التنظيمي والموازنة المنضبطة للإدارة أو المؤسسة التي لم تدخل في حسابها مثل هذه الأوضاع”..
قلت: - “أضف إليها المعجنات، والدهنيات والسكريات، وما تخلفها من رشاقة القد، واستقامة الجسد.. ثم ادع لنا بفواتح الشهية من (كتشب) وحوادق وحوامض.. وقل فلتنعموا بقيلولة حسنة.. وبسطه في الكرش والخلفيات المترجرجة.. لان هذا عنوان الصحة والترف الحميد”.
0 تعليق