الهيئة مجتمعة.. تلك كانت الجملة المكرورة للحارس الذي ينطقها للمراجعين.. عجوز تعرج وضعت بين عباءتها وثوبها مظروفا كبيرا محولا للهيئة.. الحارس يفتح الباب ينطق.. الهيئة مجتمعة، ومـراجعتك عند كاتب الوارد!..
بقية مسواك مقذوف على الأرض.. شخير متتال من مراجع يجلس بجانبه شخص آخر ثيابه برائحة سوق الجزارين..
مذيع المستشفى يطلب الحكيمة (سعاد) التوجه للقسم (ص)، والطبيب (علي) عليـه مهـاتفـة
(السنترال) لمكالمة خارجية.. شاب رفع كميه إلى نصف ذراعيه، وخصلة تتدلى خلف أذنه اليسرى.. يطرق الباب بعنف، الحارس بهمس بتحية خاصة.. يخرج الشاب بورقتين، ورقم معاملة!!.
يصوت للأسماء من الوجبة الأولى للمراجعين..
رجل في منتصف العمر يدير نظره بالحضور.. يبلع كلماته.. ينفجر ساخرا..
- سوف تعود بدون (قولون).. ومراجعة المواصفات والمقاييس أسهل، فقد تجد في مصنع آسيوي (قولونا) بديلا!
الهيئة مجتمعة.. يصفق الباب للمرة العشرين، تختفي ابتسامة الرجل الساخر، لأن الوقت لم يبق منه إلا ثلث ساعة..
تبدأ الوجبة الثانية من الأسماء.. صالح.. جاناك.. سهيل.. الخ.. يفرك يديه مرتين.. استفزه الاسم الأخير.. استعلم إذا كان هو المقصود.. رد الحارس.. - “وهل أذنك مريضة أو ما تسمع”؟!
تناول الورقة والاسم..
وراح يردد (سكرة بسمة طبيبي سكرة”!؟
0 تعليق