عاشت مخضرمة بين جيلين.. لبست «العباءة» الحساوية ذات المعاصم الكبيرة، والتي تهد كتف أحسن (المعافين)!
وجربت عباءة بنت الجزيرة التي بوزن غترة «العطار» وشفافيتها، والتي يقال إنها من الحرير الصيني أو نفايات البترول!! لا ندري!!
هذه المخضرمة، توسطت هذه الأجيال، وحفظت النكات وروايات صارت بفعل العصر ألغازا.. خاصمها أحد أبنائها حين اشترت «الفقع» لأنها لا تدري بأن البطاطس الممتاز نظيف من التراب، وغشوهـا «بالمقيبرة»!!
جربت أن تدخل مدرسة مكافحة الأمية للأمهات، ونجحت في معرفة بعض الحروف الهجائية، ولكن أعجزها التفريق بين الضاد، والظاء، والعين، والغين.. وتخرجت من المدرسة بتقدير راسب!!
لم تعارض السفر إلى أمريكا، بدعوة من ابنها الطالب هناك، علها تكافح حساسية الزكام، (وتوظب) باقي محركاتها التعبانة!
ولأنها مع العصر، فإنها شاهدت السينما، وأكلت السمك بالشوكة، والسكين، وركبت المصعد الكهربائي “التلفريك” إلى قمة جبل أخضر.
بين أبنائها تعيش، الأم، والأخت وصاحبة الحديث الشيق.. وتقف وسطا بين حركة جيلين متناقضين..
ولأنها الأفضل بين جيلها، فإنها عرفت كيف تدير قرص الهاتف، وتتسلى مع العجائز، وحركة الأحداث اليومية بين قريتها والرياض.. وصارت تعرف أسماء حتى المواليد الجدد..
اتصل أحدهم خطأ.. قائلا..
- هذا بيت “العطاس”؟!
ردت بسخرية من واقع حال مرضها المزمن..
قالت.. - “لا.. يا ولدي هذا بيت (المزكوم)»!!
وبحماقة..
“جعلك الزكمة الدائمة”!!
ضحكت بروحها المعتادة.. وردت.. - والله يا ولدي ما فارقتني حتى بأمريكا.. وإن رضيت أو زعلت فهذا بيت (الزكمة)!
0 تعليق